شدد مولاي إسماعيل بصير شيخ الطريقة البصيرية على أهمية التكامل بين الجامعة المغربية والزوايا الصوفية في بناء الإنسان المغربي القوي بإيمانه، الراسخ في وطنيته، والمحصن بثوابته الدينية والروحية، وذلك في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية في ااندوة العلمية الوطنية، المنظمة اليوم 21 ماي بالرباط، حول موضوع: “دور المؤسسات العلمية والتربوية في بناء القيم السنية والوطنية: الجامعة والزاوية أنموذجان”.
وأوضح رئيس مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، الذراع الأكاديمي للزاوية البصيرية، أن الجامعة المغربية، باعتبارها منارة للعلم والوطنية، لم تقتصر على مهام التكوين الأكاديمي فقط، بل اضطلعت بدور كبير في غرس قيم الاعتدال، والانتماء، والطاعة لولي الأمر. وقد تخرج من رحابها آلاف العلماء والمفكرين والسياسيين الذين أسهموا في بناء مغرب حديث، منفتح على قيمه وهويته.
وأضاف أن الزاوية المغربية، كمؤسسة روحية واجتماعية، ساهمت في الحفاظ على النسيج الأخلاقي والوطني للمجتمع، من خلال نشر السلوك القويم، والتربية على الصدق والإخلاص، والتصدي لتيارات الغلو والتطرف. كما أدت أدوارا طلائعية في مقاومة الاستعمار، وتثبيت البيعة الشرعية، وحل النزاعات المجتمعية، خاصة في المناطق القروية.
وأكد أن الجامعة والزاوية، رغم اختلاف وسائلهما، تتكاملان في مشروع واحد، هو صناعة مواطن مغربي معتز بهويته، مشبع بالقيم، ومؤهل للإسهام في نهضة الوطن.
وشدد في ختام مداخلته على أن صيانة هذا الدور الحيوي وتطويره مسؤولية جماعية، تشارك فيها مختلف المؤسسات العلمية والدينية والاجتماعية، بهدف تحصين الشباب، وترسيخ الثوابت، وبناء غد أكثر تماسكا وقوة.
جدير بالذكر أن هذه الندوة منظمة بشراكة بين كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس بالرباط، وماستر العلوم الشرعية والبناء الحضاري بتنسيق مع مؤسسة محمد بصير للأبحاث والدراسات والإعلام، وتضمن جدول أعمالها بالإضافة إلى الجلستين الافتتاحية والختامية، ثلاث جلسات علمية.