5 سبتمبر 2025 / 08:04

التوفيق يقدم أمام الملك التقرير السنوي حول أنشطة المجالس العلمية والشأن الديني

قدّم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، مساء أمس، أمام الملك محمد السادس خلال حفل إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف بمسجد حسان بالرباط، ملخص التقرير السنوي المتعلق بحصيلة أنشطة المجالس العلمية والشأن الديني برسم سنة 1447/2025.

وأبرز الوزير أن تخليد ذكرى المولد النبوي يتزامن هذه السنة مع مرور خمسة عشر قرنا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، موضحا أن المجلس العلمي الأعلى عمل وفق التوجيهات الملكية على تخصيص السنة الجارية لموضوعين أساسيين: الأول إبراز العناية بالجناب النبوي الشريف سيرة ومدحا وتعلقا روحيا، والثاني إصدار فتوى شاملة في أحكام الزكاة، ولاسيما ما يتعلق بالأموال المكتسبة من الأنشطة الاقتصادية المستجدة.

أكد التقرير أن هذا التوجيه الملكي يجسد حماية الدين تذكيرا وتجديدا، ويعزز ثقة الناس في مؤسسة الإمامة العظمى والبيعة، بما يجعل العلماء أكثر مسؤولية في توجيه التدين نحو الإصلاح.

وأضاف الوزير أن مشروع التأطير الديني الجاري في المملكة يطمح إلى آفاق كونية، باعتبار أن سؤال الإنسان عن سبيل النجاة ظل مدار الأديان والفلسفات، وأن المجلس العلمي الأعلى استند إلى قوله تعالى: “من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة”، لشرح الإيمان باعتباره تحررا من الأنانية، والعمل الصالح باعتباره سلوكا نافعا للنفس وللغير.

أوضح التقرير أن العلماء يرون في توفر شروط التبليغ برعاية الملك فرصة لاقتراح نموذج شامل في الفهم مستمد من النموذج النبوي.

وفي هذا السياق، دعا المجلس العلمي الأعلى بداية السنة إلى لقاء نوعي مع نخبة من الفاعلين في التنمية لمناقشة مدى الحاجة إلى وازع القرآن، إلى جانب وازع السلطان المتمثل في تدخل الدولة بالمال والتدبير والحماية القانونية.

وبيّن أن اللقاء فتح نقاشا موسعا حول تحقيق الحياة الطيبة التي وصفها القرآن الكريم.

وسجل التقرير ملاحظتين أساسيتين: أولا بروز ضعف التدين السلوكي في المؤشرات الإحصائية، وثانيا ارتفاع كلفة تدخل الدولة لإصلاح هذا الوضع بشكل متزايد كل عام، وهو ما يبرز الحاجة الملحة إلى تقوية وازع القرآن عبر تبليغ مؤطر ومقنع يقتضي يقظة جماعية للضمائر.

وأكد أن هذه اليقظة ينبغي أن تشمل مختلف المسؤولين عن التنمية، لترسيخ الدين باعتباره نظاما للحياة في شموليتها، قائم على الحرية والمسؤولية.

أشار الوزير إلى أن من المؤشرات الإيجابية ارتفاع اهتمام الناس بخطب الجمعة المقترحة ضمن خطة التبليغ، معتبرا أن تحليلات الذكاء الاصطناعي تسجل تقييما إيجابيا لها، وإن كانت لا تقيس أثرها المباشر في النفوس، لأن التأثر يظل مسؤولية المتلقي.

وأكد أن التبليغ الميداني، كما يحضره العلماء، يستند إلى المتابعة القريبة على نهج المنهاج النبوي، ما يعزز من فعاليته.

خلص التقرير إلى أن هذه الخطة، بتأصيلها القرآني، تمثل السبيل لتحقيق النموذج الإسلامي المتمثل في أن يكون المسلمون خير أمة أخرجت للناس، في وقت يعيد فيه العالم مراجعة أنماط السلوك التي اعتمدها بعيدا عن الوحي، إثر ما يواجهه من أزمات متصاعدة.