محمد ابن الأزرق الأنجري
يعتقد الجزء الأعظم من المحافظين على التراث السني أن حرارة الصيف وبرودة الشتاء من آثار تنفّس جهنم التي كادت تنفجر من الداخل ، فسألت الله تعالى أن يخفّف عنها ، فأذن لها بتنفسين اثنين سنويا لا ثالث لهما ، في الصيف والشتاء .
يرجع هذا الاعتقاد لحديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ لا ينطق نبي الله بما يخالف نواميس الكون ، ولا يفسر الظواهر الطبيعية تفسيرا خرافيا كما هو مقرّر في علم الكلام والدرس الحديثي على حدّ سواء.
نص الحديث / الخرافة:
روى الشيخان من طرق عدة عن جماعة من التابعين الموثوقين تلامذة أبي هريرة كسعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا، فَقَالَتْ: يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ، نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ ”
في رواية عند مسلم : ” قَالَتِ النَّارُ: رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأْذَنْ لِي أَتَنَفَّسْ، فَأْذِنْ لَهَا بِنَفَسَيْنِ، نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ، فَمَا وَجَدْتُمْ مِنْ بَرْدٍ، أَوْ زَمْهَرِيرٍ فَمِنْ نَفَسِ جَهَنَّمَ، وَمَا وَجَدْتُمْ مِنْ حَرٍّ، أَوْ حَرُورٍ فَمِنْ نَفَسِ جَهَنَّمَ ”
صحيح البخاري ح 537 و ح 3260 وصحيح مسلم ح (617) .
والحديث مخرج في موطأ مالك ، ومصنف ابن أبي شيبة ، ومسند أحمد ، وسنن الترمذي وسنن ابن ماجه .
قال الترمذي : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، قَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ. هـ
فالآفة من أبي هريرة لا غيره لأنه المنفرد به ، ومحال أن يخطئ عليه جماعة من ثقات التابعين .
وما جاء في مطبوع ” التمهيد ” (5/8) لابن عبد البر : وَفِي رِوَايَةِ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ زِيَادَةٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ ( فَمَا تَرَوْنَ مِنْ شِدَّةِ الْبَرْدِ فَذَلِكَ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا وَمَا تَرَوْنَ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ فَهُوَ مِنْ سَمُومِهَا )
إما خطأ من النساخ فينظر المخطوط ، أو اختلاط وتوهم من المؤلف ابن عبد البر ، إذ لم يرو هذا الحديث أي صحابي آخر .
استسلام المتقدمين والمعاصرين للخرافة:
حكى النووي في شرح مسلم ثم ابن حجر في فتح الباري أن الحديث على ظاهره عند جمهور أهل السنة ، حيث رفضوا حمله على المجاز والاستعارة لأن ألفاظه تمنع ذلك .
وقال ابن حجر : وَالْمُرَادُ بِالزَّمْهَرِيرِ شِدَّةُ الْبَرْدِ وَاسْتُشْكِلَ وُجُودُهُ فِي النَّارِ وَلَا إِشْكَالَ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالنَّارِ مَحَلُّهَا وَفِيهَا طَبَقَةٌ زَمْهَرِيرِيَّةٌ وَفِي الْحَدِيثِ رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ مِنَ الْمُعْتَزِلَةِ وَغَيْرِهِمْ أَنَّ النَّارَ لَا تُخْلَقُ إِلَّا يَوْمَ الْقِيَامَةِ هـ
وجاء في مقال على ” موقع الإسلام سؤال وجواب ” : قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :فإن قال قائل : هذا مشكل حسَب الواقع ؛ لأن من المعروف أن سبب البرودة في الشتاء هو : بُعد الشمس عن مُسامتة الرؤوس , وأنها تتجه إلى الأرض على جانب ، بخلاف الحر ، فيقال : هذا سبب حسِّي ، لكن هناك سبب وراء ذلك , وهو السبب الشرعي الذي لا يُدرك إلا بالوحي , ولا مناقضة أن يكون الحرُّ الشديد الذي سببه أن الشمس تكون على الرؤوس أيضا يُؤذن للنار أن تتنفس فيزدادُ حرُّ الشمس , وكذلك بالنسبة للبرد : الشمس تميل إلى الجنوب , ويكون الجوُّ بارداً بسبب بُعدها عن مُسامتة الرؤوس , ولا مانع من أنّ الله تعالى يأذن للنار بأن يَخرج منها شيءٌ من الزمهرير ليبرِّد الجو ، فيجتمع في هذا : السبب الشرعي المُدرَك بالوحي , والسبب الحسِّي ، المُدرَك بالحسِّ .هـ
وبذلك يُضحكون العقلاء علينا ، ويشوهون الإسلام ، ويدفعون الشباب للإلحاد …
يعرف الطفل اليوم أن البرودة نتيجة بعد الشمس عن الأرض في فصل الشتاء ، أو غيابها تماما عن بعض جهات العالم كما هو الحال في القطبين الشمالي والجنوبي .
ويدركون أن اقتراب الأرض من الشمس أثناء دورانها حولها هو سبب ارتفاع درجة الحرارة صيفا .
ولا يعرف العلم أن هناك مخلوقا آخر اسمه جهنم أو غير ذلك ينتج حرارة الصيف أو برد الشتاء .
نعم ، هناك شموس غير شمسنا بعيدة عن مجرتنا أو مجموعتنا لها تأثيرات على الكواكب أو المخلوقات الفضائية القريبة منها .
قد تكون خرافة أبي هريرة صحيحة لو كانت جهنم اسما من أسماء الشمس ، لكن ذلك لا يستقيم ، وقد ادعاه بعض المخرّفين الذين قدسوا الصحيحين مع احترامهم للعلم والحس ، فحاولوا التلفيق ، متناسين أن الشمس ليست واحدة ، إذ هناك شموس بالملايير تسبح في الفلك .
فهل هناك جهنم واحدة يدخلها المجرمون يوم القيامة ؟ أم هناك الملايير من جهنم نظرا لوجود الملايير من الشموس / النجوم ؟
وهل من المعقول دينيا أن تكون الشمس هي جهنم الآخرة دون أن يجعلهما القرآن الكريم شيئا واحدا ، والواقع فيه أنه يميِّز بين الشمس والقمر وجهنم ؟
وإذا كانت الشمس هي نار الآخرة ، فهل القمر أو أحد الكواكب هو الجنة التي عرضها السموات والأرض ؟
إن الحديث الخرافة ينص على أن جهنم تتنفس مرتين في العام ، حرارة الصيف وزمهرير الشتاء ، لكن البشرية تعرف أن الزمهرير لا ينقطع في القطبين الشمالي والجنوبي .
وعلى هذا ، فتنفس جهنم زمهريرا ليس موسميا هناك ، بل هو تنفس دائم متواصل في القطبين .
ثم إن بعض البلاد تعرف حرارة مرتفعة شهورا مديدة ، بينما لا ترتفع في بعض البلاد إلا نادرا .
فهل التنفس الجهنمي قوي متعمد في البلاد الحارة ؟ ضعيف رحيم بالبلاد الباردة أو المعتدلة ؟
وهب أن الحرارة والزمهرير من جهنم .
على هذا الأساس ، فكل الأنبياء والصالحين فضلا عن البشرية كافة ، ذاقوا عذاب جهنم في الدنيا قبل الآخرة ، إذ لم يسلم أي بشر من حرارة مرتفعة أو برد شديد !
فكيف يستقيم أن يكون أنبياء الله عرضة للسموم والزمهرير ؟
ما الذي فعلته البشرية حتى يسلط الله عليها جهنم بردا وحرارة طوال العام ؟
وما الذي جناه الأبرياء والعباد المخبتون ؟
لقد انفرد أبو هريرة بتلك الشكوى الجهنمية والاستجابة الإلهية لها بنفسَي الشتاء والصيف ، والآفة منه ، فإنه صاحب أساطير وخرافات ومناكير ، وما خرج من جزيرة العرب ، فكان حبيس المعرفة البدائية الموغلة في الخرافة والدجل .
والله أعلم بحاله هل تعمّد الكذب أم اختلط عليه كلام الناس بكلام رسول الله .
والله يغفر لنا وله .
ولسنا مضطرين لتكلُّف التأول له والتلفيق ، فغاية ما في الأمر أن روايته ظنية لا يقطع بثبوتها عن النبي ذو عقلية سوية.
Source : https://dinpresse.net/?p=5832
د.عبد الكريم الخطيب4 سنوات ago
كلام طيب سيد محمد
وعندي ان البخاري ومسلم أشارا إلى اختلاف الرواية عن أبي هريرة من حيث رفع الجملة محل الخلاف إلى الرسول صلى الله عليه وسلم…فغالب الظن أنها موقوفة على أبي هريرة رضي الله عنه.
أحمد5 سنوات ago
ابن الازرق ظن أنه زرع الشك في قلوبنا اتجاه أبي هريرة رضي الله عنه فنقول له كن مطمئنا فنحن نعرف أبا هريرة رضي الله عنه جيدا
فنرد عليه بتوفيق من الله سبحانه من الناحية السندية فالحديث صحيح لا مطعن فيه فهو في أعلى درجات الصحة؛ فقد رواه إماما أهل الحديث البخاري ومسلم في صحيحهما، وقد قرر صحته حفاظ الحديث، أما قول ابن الازرق الانجري (ومحال أن يخطئ عليه جماعة من ثقات التابعين .) فهذا كلام غير علمي بتاتا فالغاية منه هو الطعن في أبي هريرة و اسقاط مروياته فقط و لا غير , فهل من المعقول أن تتواطأ جماعة الثقات على نشر الخطأ أو الكذب و حاشاهم و من المعلوم أن هؤلاء الفقهاء الافذاذ جهابذة علم الحديث قد الفو في علم الحديث و بينوا أحوال الرجال من كذاب و وضاع و ثقة و صدوق و هكذا فهل غاب عليهم أن يضعوا ابا هريرة رضي الله عنه في خانة الكذابين حتى جاء ابن الازرق ليستدرك عليهم ما نسوه , أم تراهم وهم الذدين ميزوا الحدث الصحيح من سقيمه و بينوا علال الاحاديث نسوا أن يبينوا هذا الحديث حتى جاء ابن الازرق ليستدرك عليهم و يكفي شناعة على ابن الازرق أنه دلس على الامام ابن البر وهو الذي يشنع على أبي هريرة أنه مدلس فعيب أن ينهى عن خلق و يأتي بمثله طبيب يداوي الناس وهو عليل ابن الازرق وهو الباحث نقل كلام ابن البر في التمهيد وَفِي رِوَايَةِ جَمَاعَةٍ مِنَ الصَّحَابَةِ زِيَادَةٌ فِي هَذَا الْحَدِيثِ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ ( فَمَا تَرَوْنَ مِنْ شِدَّةِ الْبَرْدِ فَذَلِكَ مِنْ زَمْهَرِيرِهَا وَمَا تَرَوْنَ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ فَهُوَ مِنْ سَمُومِهَا ” ايهاما منه أن ابن البر يضعف الحديث و هذا كذب وافتراء على ابن عبد البر و الا فان عبد البر قطع بصحة الحديث حيث قال في الجزء 5 صفحة ” “هذا الحديث يتصل من وجوه كثيرة ثابتة… عن أبي هريرة… وقد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من الصحابة، منهم: أبو ذر وأبو موسى الأشعري، وهو حديث صحيح مشهور،فلا معنى لذكر الاسانيد فيه اذ هو عند مالك متصل كما ذكرنا و مشهور في المسانيد و المصنفات كما وصفنا ” اذن فابن عبد البر يقرر صحة الحديث و ثبوته ابتداءا لكن ماذا نفعل أمام اساتذة التدليس كابن الازرق . عموما نقول إذا ثبتت صحَّة الحديث فإن الواجب على المؤمن هو الإيمان به وتصديقه يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728هـ): “وهذا حديث اتفق العلماء على صحته وتلقيه بالقبول، فأخبر أن شدة الحر من فيح جهنم، وهذا موافق لقوله: «فإنه حينئذٍ تسجَّر جهنم» مجموع الفتاوى 23 / 207 . كما ذكر الشيخ الكتاني في كتابه النظم المتناثر من الحديث المتواثر صفحة 232 في كتاب البعث و أحوال يوم القيامة أحاديث ان الجنة و النار مخلوقتان الان قال ” – ذكر في إرشاد الساري أن كون النار مخلوقة الآن وكذا الجنة مما تواترت به الأخبار تواتراً معنوياً وقال ابن كثير في تفسيره لدى قوله أعدت للكافرين ما نصه وقد استدل كثير من أئمة السنة بهذه الآية على أن النار موجودة الآن لقوله تعالى أعدت أي أرصدت وهيئت وقد وردت أحاديث كثيرة في ذلك منها تحاجت الجنة والنار ومنها استأذنت النار ربها فقالت رب أكل بعضي بعضاً فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف وحديث ابن مسعود سمعنا وجبة فقلنا ما هذه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هذا حجر ألقي من شفير جهنم منذ سبعين سنة الآن وصل إلى قعرها وهو عند مسلم وحديث صلاة الكسوف وليلة الإسراء وغير ذلك من الأحاديث المتواترة في هذا المعنى وقد خالفت المعتزلة بجهلهم في هذا المعنى ووافقهم القاضي منذر بن سعيد البلوطي قاضي الأندلس اهـ منه.” اذن فالحديث صحيح كما اشرنا من الناحية السندية , أما قول ابن الازرق ” يعتقد الجزء الأعظم من المحافظين على التراث السني أن حرارة الصيف وبرودة الشتاء من آثار تنفّس جهنم التي كادت تنفجر من الداخل ، فسألت الله تعالى أن يخفّف عنها ، فأذن لها بتنفسين اثنين سنويا لا ثالث لهما ، في الصيف والشتاء . فهذا غير صحيح اصلا فليس في الحديث أن حصول الحرارة أو البرودة بسبب نَفَسَي جهنم، وإنما لفظه يدل على أن لجهنم نفسين، وأن شدة الحر وشدة البرد هما من آثار ذانك النفسين، ولا يدل الحديث بحال على أنهما يسببان الصيف والشتاء. فلا ندري من اين فهم ابن الازرق هذا الفهم العجيب الغريب وفي هذا المعنى يقول ابن عبد البر: “وأما قوله: «فأذن لها بنفسين: نفس في الشتاء، ونفس في الصيف» فيدل على أن نفسها في الشتاء غير الشتاء، ونفسها في الصيف غير الصيف” التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (5/ 8). ويزيد التوربشتي هذا المعنى بقوله: “وأشار بقوله: «أشد» إلى أن هذين النفسين ليسا على الإطلاق بموجبين للحر والبرد في فصلي الشتاء والصيف؛ فإن الله سبحانه جعل ذلك مربوطًا بالآثار العلوية على السُّنّة التي أجرى عليه أمر العالم، بل ينشأ من أحد النفسين أشد ما تجدون من الحر في أوان الحر، وينشأ من الآخر أشد ما تجدون من الزمهرير في أوان البرد” الميسر في شرح مصابيح السنة (1/ 182). ثم بدأ الانجري يربط جهنم بالشمس و لا ندري ما وجه الارتباط أصلا و الحديث انما يذكر نفس جهنم لا أن جهنم هي مصدر الحر أو البرد فابن الازرق أصلا بنى انتقاده على الاغاليط هذا ان كان هو فعلا صاحب الشبهة و لم يسرقها من غيره و ما بني على باطل فهو باطل . أما قول ابن الازرق ” إذ لا ينطق نبي الله بما يخالف نواميس الكون ، ولا يفسر الظواهر الطبيعية تفسيرا خرافيا كما هو مقرّر في علم الكلام والدرس الحديثي على حدّ سواء. ” فهو مخطئ ايضا لانه يحاول اخضاع النقل على العقل و هذا غير صحيح فالصواب أن العقل تابع للنقل و محال أن يخالف النقل العقل فنواميس الكون تتغير ونواميس الكون في علم الغيب تختلف عن نواميس الكون في علم الشهادة نعم لكل شيء سبب لكن هناك أمور أخرى لا ندركها نحن و كم من ظاهرة كونية استعصت على علماء الكون حل رموزها . وهو ما اشار اليه ابن عثيمين رحمه الله و أطلق عليه بالسبب الشرعي , أما الاستدلال بالقطبين الجنوبي و الشمالي فهذا تكلف و اصطناع للفهم فالله سبحانه هو المتصرف في أمور الكون بيده ملكوت السماوات و الارض يفعل ما يشاء سبحانه وفق حكمه وهو على كل شيء قدير لا يسأل عما يفعل وهم يسألون .
أما عن ضبط و عدالة ابي هريرة رضي الله عنها فهي معلومة عند الاصوليين
إذا كانت شروط الراوي الذي تقبل روايته – العدل والضبط,فإن عدالة أبي هريرة معلومة بتعديل الله له ضمن الصحابة وتعديل رسوله صلى الله عليه وسلم، وأما ضبطه فقد شهدت به مواقفه، وشهد له به الصحابة.
أما ضبطه فهي ايضا ثابتة
وقد أخرج البخاري في تاريخه من حديث محمد بن عمارة بن حزم، أنه “قعد في مجلس فيه مشيخة من الصحابة بضعة عشر رجلا، فجعل أبو هريرة يحدثهم عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بالحديث فلا يعرفه بعضهم، فيراجعون فيه حتى يعرفوه، فعل ذلك مرارا،فعرفت – يومئذ – أن أبا هريرة أحفظ الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم ”
ومما يدل على حفظه – أيضا – وقوة ضبطه ما ذكره الحافظ ابن حجر في الإصابة، قال أبو الزعيزعة – كاتب مروان: أرسل مروان إلي أبي هريرة فجعل يحدثه، وكان أجلسني خلف السرير أكتب ما يحدث به، حتى إذا كان رأس الحول أرسل إليه فسأله وأمرني أن أنظر، فما غير حرفا عن حرف
وقد عرف أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ومن جاء بعدهم هذه الخصيصة لأبي هريرة، واعترف له بها؛ فهذا ابن عمر – رضي الله عنهما – يقول: «أنت يا أبا هريرة كنت ألزمنا لرسول الله وأعرفنا بحديثه»[11].
وقال ابن عمر – رضي الله عنهما: “أبو هريرة خير مني وأعلم بما يحدث”[12].
وقال الشافعي – وهو إمام الأئمة في المنقول والمعقول: “أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره”[13]، وقال البخاري عن أبي صالح: “كان أبو هريرة من أحفظ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم “[14]، وقال أبو نعيم: “وكان أحفظ الصحابة لأخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم “[15]، وقال ابن حجر العسقلاني: “فإن أبا هريرة كان أحفظ الناس للأحاديث النبوية في عصره”[16].
ووصفه الإمام الذهبي بقوله: “الإمام الفقيه المجتهد الحافظ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيد الحفاظ الأثبات “[17].
وقال عنه أيضا: “أبو هريرة إليه المنتهى في حفظ ما سمعه من الرسول – صلى الله عليه وسلم – وأدائه بحروفه”[18]، ثم قال: “وقد كان أبو هريرة وثيق الحفظ ما علمنا أنه أخطأ في حديث”
والحافظ الذهبي موصوف بأنه صاحب استقراء تام في معرفة الرجال والخبرة بهم.
ومعلوم أن المحدثين كانوا يقارنون حديث الرجل بحديث أقرانه، فيعلمون مستواه في الحفظ، وكذلك كان هدي الحافظ الذهبي – رحمه الله.
فهل من البحث الصحيح والمنطق السليم أن ندع كلام هؤلاء الأصحاب الكرام وكلام هؤلاء الأئمة الأعلام، ونأخذ بكلام المستشرقين وتابعيهم ممن يهرفون بما لا يعرفون.
و نصيحتي لابن الازرق أن يتقي الله في صحابة رسول الله
السيدة عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم تقول:
[ أُمِرُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِأَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَبُّوهُمْ ].
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: [ لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ]. رواه البخاري ومسلم.
فأنصحك أن تستغفر اللهَ سبحانه وتعالى مما فعلت، واعلم أنه يقبل منك التوبة بمجرد أن تتوب، وأما الإصرار على الباطل والمعصية فقد قال الله سبحانه تعالى عن ذلك:
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا }.
وقال سبحانه وتعالى: { أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ }.
هدانا الله وإياك لما يحب ويرضى ،،،،
و السلام عليكم
انس5 سنوات ago
وهب أن الحرارة والزمهرير من جهنم .
ما الذي فعلته البشرية حتى يسلط الله عليها جهنم بردا وحرارة طوال العام ؟
وما الذي جناه الأبرياء والعباد المخبتون ؟
كلام سخيف ابتداءا
روى البخاري (3260) ، ومسلم (617) عن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اشْتَكَتِ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ : رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا، فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ ، وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ ؛ فَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الحَرِّ، وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنَ الزَّمْهَرِيرِ ).
قال النووي رحمه الله :
” قَالَ الْعُلَمَاءُ: الزَّمْهَرِيرُ : شِدَّةُ الْبَرْدِ .
وَالْحَرُورُ : شِدَّةُ الْحَرِّ ” انتهى من ” شرح النووي على مسلم “(5/ 120) .
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
” الْمُرَادُ بِالزَّمْهَرِيرِ شِدَّةُ الْبَرْدِ .
وَاسْتُشْكِلَ وُجُودُهُ فِي النَّارِ ؟!
وَلَا إِشْكَالَ ؛ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالنَّارِ : مَحِلُّهَا، وَفِيهَا طَبَقَةٌ زَمْهَرِيرِيَّةٌ ” انتهى من ” فتح الباري ” (2/ 19) .
فالزمهرير لون من ألوان العذاب ، يعذب به الكافرون ، كما يعذبون بالنار .
قال الله تعالى : (هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمِهَادُ * هَذَا فَلْيَذُوقُوهُ حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ * وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ ) سورة ص/ 55 – 58 .
قال ابن كثير رحمه الله :
” قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ فِي قَوْلِهِ: (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ): أَلْوَانٌ مِنَ الْعَذَابِ.
وَقَالَ غَيْرُهُ: كَالزَّمْهَرِيرِ وَالسَّمُومِ وَشُرْبِ الْحَمِيمِ وَأَكْلِ الزَّقُّومِ وَالصُّعُودِ والهوي ّ، إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَشْيَاءِ الْمُخْتَلِفَةِ وَالْمُتَضَادَّةِ ، وَالْجَمِيعُ مِمَّا يُعَذَّبُونَ بِهِ ، وَيُهَانُونَ بِسَبَبِهِ “.
انتهى من ” تفسير ابن كثير ” (7/ 79) .
على هذا الأساس ، فكل الأنبياء والصالحين فضلا عن البشرية كافة ، ذاقوا عذاب جهنم في الدنيا قبل الآخرة ، إذ لم يسلم أي بشر من حرارة مرتفعة أو برد شديد !
فكيف يستقيم أن يكون أنبياء الله عرضة للسموم والزمهرير ؟
أقول الانبياء بشر يتعرضون ما يتعرض له البشر و اذا كان رسول الله ثؤثر فيه بعض الظواهر الطبيعية و يظهر ذلك على وجهه ويهرع إلى العبادة والذكر.
عن أنس رضي الله عنه، قال: «كانت الريح الشديدة إذا هبت، عرف ذلك في وجه النبي صلى الله عليه وسلم»[11].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة[12] في السماء، أقبل وأدبر، ودخل وخرج، وتغير وجهه، فإذا أمطرت السماء سري عنه، قالت عائشة: فسألته فقال: «ما أدري لعله كما قال قوم: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ ﴾[13] الآية»[14].
وعنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعًا ضاحكًا حتى أرى منه لهواته، إنما كان يتبسم، قالت: وكان إذا رأى غيمًا أو ريحًا، عرف ذلك في وجهه، فقالت: يا رسول الله، أرى الناس إذا رأوا الغيم فرحوا، رجاء أن يكون فيه المطر، وأراك إذا رأيته، عرفتُ في وجهك الكراهية، قالت: فقال: «يا عائشة، ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب، قد عذب قوم بالريح، وقد رأى قوم العذاب فقالوا: هذا عارض ممطرنا»[15].
وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: خسفت الشمس، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعًا يخشى أن تكون الساعة، فأتى المسجد، فصلى بأطول قيام وركوع وسجود رأيته قط يفعله، وقال: «هذه الآيات التي يرسل الله، لا تكون لموت أحد، ولا لحياته، ولكن يخوف الله بها عباده، فإذا رأيتم شيئًا من ذلك، فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره»[16].
وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما، قالت: كسفت الشمس على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ففزع، فأخطأ بدرع، حتى أدرك بردائه بعد ذلك[17].
وهكذا من شدة سرعته واهتمامه بذلك أخذ درع أهل بيته – ودرع المرأة قميصها – سهوًا، حتى أدركوه بردائه.
نعوذ بالله من الضلال
محمد5 سنوات ago
موضوع لا يرتقي لمرتبة البحث العلمي و كله سب و قدف و اتهام لابي هريرة رضي الله عنه و مشكلة ابن الازرق بالاساس أنه يخضع النقل على العقل و هذا خطأ كبير لان العقل ليس هو اسمى المخلوقات الذي ينبغي أن يفهم كل شيء و يسع كل شيء فالعقل مخلوق كباقي المخلوقات وعضو من الاعضاء له حد ينتهي عنده لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال هذا خلق اللهُ الخلقَ ، فمن خلق الله ؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل آمنت بالله ” . فالعقل لا يدرك أمور الغيب و الا لما صدقنا العديد من المعجزات و الخزارق التي أجراها الله سبحانه على يد أنبيائه بمجرد انها تخالف العقل و المنطق و اذا كان ابن الازرق يستثقل حفظ ابي هريرة رضي الله عنه فواقعنا يشهد على وجود حفاظ كثر فهذا يحفظ القران الكريم مع المتون العلمية و اخر يحفظ القران الكريم مع أرقام الايات و ترتيبها في الصفحات و اخر يحفظ الاحاديث في كتب الستة فاذا كان هذا في واقعنا اليوم المعايش فكيف بعصر الصحابة و التابعين و قد كتنوا يعتمدون على الحفظ بالدرجة الاولى ثم لا أدري حقيقة ما علاقة الشمس بجهنم و الحديث انما يذكر نفسين نفس في الصيف و اخر في الشتاء مع أن الصيف تكون حرارته مرتفعة طيلة الفصل محاولة اخضاع النقل للعقل محاولة فاشلة و ضد الايمان بما أخبر به رسول الله و امن به الصحابة كأبي بكر رضي الله حينما قال لهم ” ان قال أبعد من ذلك فقد صدق ” نسأله لابن الازرق الهدابة و الرشد أما رميه لابي هريرة بالكذب فلا دليل عليه و الا كيف يسخفى حاله على علماء الجرح و التعديل وهم ألفوا في علم الرجال و بينوا أحوالهم فسبحان الله ان هذا لبهتان عظيم و ما الهدف من هذا الا الطعن في السنة و الله المستعان
حسن5 سنوات ago
نفس الكلام الذي يقوله الحيدري يكرره الشيعي الصغير الأنجري…رضي الله عن أبي هريرة ورضي عن باقي الصحابة