التغلغل الخفي للإخوان المسلمين يهدد الأمن والاستقرار في أوروبا
تحرير: دين بريس
نشرت وكالة Atalayar تقريرا موسعا يسلط الضوء على تنامي النقاش داخل أوروبا بشأن طبيعة حضور جماعة الإخوان المسلمين في عدد من المؤسسات الدينية والتعليمية والخيرية، وما إذا كان هذا الحضور يؤثر في تماسك المجتمعات الأوروبية أو يشكل تحديا للسياسات الموجهة لمكافحة التطرف. ويستند التقرير إلى تصريحات الباحثة الفرنسية فلورنس بيرجو بلاكلير، من المركز الوطني للبحث العلمي، التي أوضحت في مقابلة مع موقع Frontières Media أن عددا من الحكومات الأوروبية يدرك وجود شبكات مرتبطة بالتنظيم داخل المساجد والمدارس والجمعيات، لكنها لا تعتمد دائما مقاربة موحدة للتعامل مع هذه الظاهرة.
وتوضح الوثائق الرسمية الصادرة في فرنسا، وفق ما عرضته الوكالة، أن الجماعة تمتلك شبكة تشمل أكثر من 139 مسجدا و280 جمعية، إضافة إلى مؤسسات تربوية وجمعيات شبابية تعتمدها لنشر التصورات الفكرية المرتبطة بها. كما يشير التقرير إلى رصد تمويلات خارجية، وإلى استغلال بعض البرامج الأوروبية والمؤسسات التعليمية كقنوات لتوسيع هذا النشاط، وهي معطيات تثير نقاشا رسميا وأكاديميا حول سبل تنظيم الفضاء الديني وضمان انسجامه مع القيم المدنية. وتناول التقرير أيضا معطيات من دول مثل إسبانيا وألمانيا والنمسا، حيث تتابع السلطات المحلية نشاط جمعيات تعمل في الإطار الإسلامي وتشتغل ضمن شبكات تمتد إلى خارج أوروبا.
ويورد التقرير، استنادا إلى تحليل معهد إلكانو الملكي في إسبانيا، أن الجماعة تنشط عبر منظمات على غرار الرابطة الإسلامية للحوار والتعايش وبعض المراكز الثقافية التي تقدم برامج اجتماعية وتربوية، لكنها ترتبط في جزء من نشاطها بتوجه سياسي يسعى إلى التأثير في الفضاء الديني وامتداداته داخل المجتمعات الأوروبية. ويشير التحليل إلى دور التمويلات الخليجية، وبخاصة القطرية، في دعم هذه الشبكات.
ويختتم التقرير بالإشارة إلى أن هذا الملف يظل موضوع نقاش مفتوح داخل أوروبا، حيث تحاول الحكومات الموازنة بين حماية حرية المعتقد من جهة، وضمان أمن المجتمع ووحدة نسيجه من جهة أخرى، في ظل تعدد المقاربات الرسمية لاختيار الطرق الأنسب لتنظيم الشأن الديني ومنع أي توظيف سياسي يمكن أن يؤثر على الاستقرار أو القيم الديمقراطية.
التعليقات