التعليم الديني: قاعدة كونية للمعارف أم وسيلة للانفتاح ومحاربة التطرف؟

عمر العمري
2020-01-19T10:29:40+01:00
featuredترجمات
عمر العمري19 يناير 2020آخر تحديث : الأحد 19 يناير 2020 - 10:29 صباحًا
التعليم الديني: قاعدة كونية للمعارف أم وسيلة للانفتاح ومحاربة التطرف؟

jihane  - دين بريسجيهان جبير
هل يمكننا الحديث عن موضوع شائك أثار جدلا واسعا منذ سالف العصور و الأزمان؟ لا يتعلق الأمر بإرهاصات حرب عالمية ثالثة أو بأزمة اقتصادية تهدد توازن البورصات العملاقة، بل بمعتقد بشري دُمغ باطله وعزز الحق منه بتوجيهات سماوية، يتعلق الأمر بما هو أكثر من الديانة، إنه الدين كتجربة عقدية ومنظومة تشريعية تمرر في المدارس.

لقد أولى المفكر “دوبريه” عناية كبرى لموضوع التعليم الديني في تقريره سنة 2002، حيث حث الحكومة الفرنسية آنذاك على جعل دراسة الأديان ضمن المناهج الدراسية الحكومية، وفي هذا الصدد، عزز الرئيس الفرنسي الحالي “إيمانويل ماكرون” موقف “دوبريه” الإيجابي من تدريس الأديان معتبرا أنه يندرج، رغم كونه مسألة حساسة ومعقدة بالنسبة للمدرسين، ضمن أرضية مشتركة ترتكز عليها أعمدة المعرفة الكونية.

لا يمكن إنكار كل الشحن العاطفية التي تحيط بهذا الموضوع مؤججة بذلك فتيل نار الجدال بين مسألتين: الأولى تتجلى في مناقشة أمر مشروعية التدريس الديني بينما تهم الثانية الانتقادات الموجهة إليه والداعية إلى إلغائه وهو ما يمثل موقف العلمانية منذ القدم.

إلا أن هناك مسألة ثالثة لا ينبغي إغفالها، ألا وهي أن التربية الدينية في المدارس الابتدائية قبل قوانين “فيري” مختلفة عن ما يصطلح بـ “التدريس الديني” الذي يمثل نقلا للمعارف.

ويرى جل الآباء اليوم، مع اختلاف معتقداتهم الدينية، أنه من الأفضل أن تظل المدرسة بعيدة عن هذه الصراعات.

“لا يوجد سبب يدفع المجتمع الفرنسي ومدرسة الجمهورية الفرنسية لحرمانهما من هذه الثقافة، فحقل المعرفة لا يقبل خطوطا حمراء” يضيف المفكر دوبريه.

خلال سنة 1880، حين تم بناء المدرسة العلمانية بإيعاز من جول فيري، ساد خلاها صمت مطبق حول ذلك . ما هو تفسيركم له؟

لا ضير في هذا الصمت في الحقيقة، ففي هذه الحقبة ساد التفاهم على عدم الحديث عن تدريس الدين. لقد دعا جول فيري إلى تقدير قدرة التلميذ على الإدراك مما أسس لوضع جديد آنذاك يتمثل في إعلان القطيعة مع تدريس الدين دون المساس بحرمة الأديان في المناهج الدراسية.

لقد مر قرن على ذلك، وتحديدا في سنة 1980، قبل أن تصدح أصوات مطالبة بعودة التعليم الديني قصد التصدي لمشكلة الجهل الذي طال الشباب بخصوص المعارف الدينية، ما الذي حدث؟

لقد أضحى هناك وعي عميق بمسألة فقدان الثقافة الروحية للمتعلمين خصوصا مع التعليم الشامل وعلمنة المجتمع..
ترجمة عن Le monde des religions

رابط مختصر
كلمات دليلية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.