استهل البابا ليون الرابع عشر، في أولى مبادراته بعد انتخابه، لقاءه بالإعلاميين المعتمدين في الفاتيكان بدعوة قوية إلى ممارسة إعلامية تسعى إلى الحقيقة وتنأى عن الصدام، مؤكدا أن الكلمة قادرة إما على تهدئة المجتمعات أو إشعالها.
ونظّم الفاتيكان صباح أمس لقاء موسعا جمع البابا مع الصحافيين الذين واكبوا مرحلة وفاة البابا فرنسيس وأعمال المجمع الانتخابي، حيث عبّر عن تقديره للجهد الإعلامي المبذول خلال هذه المرحلة الدقيقة.
وركّز البابا في كلمته على مسؤولية الإعلام في بناء السلام، مشددا على ضرورة تجنّب الخطابات العدوانية والسرديات التي تُخضع الحقيقة للرهانات الدعائية أو الحزبية.
ودعا إلى تبني تواصل يحرّر الكلمة من منطق الاستقطاب والمواجهة، ويجمع بين البحث عن الحقيقة والاحترام العميق للآخر.
وأكّد البابا أن الطريقة التي يُصاغ بها الخبر تُساهم في تشكيل الوعي الجماعي والثقافة المجتمعية، داعيا إلى “رفض الحرب بالكلمات والصور” والعمل على إرساء خطاب يَسْتلهم القيم الإنسانية والمسيحية.
وأعرب عن تضامنه مع الصحافيين المضطهدين أو المعتقلين بسبب قيامهم بواجبهم المهني، مطالبا بالإفراج عنهم، ومذكّرا بأن حرية الصحافة شرط أساسي لأي مجتمع ديمقراطي.
اختتم البابا كلمته بدعوة صريحة إلى “نزع سلاح الكلمات”، مستعيدا ما ورد في رسالة البابا فرنسيس لليوم العالمي لوسائل الإعلام 2025، بالقول: “دعونا نُطهّر التواصل من كل تحامل وتطرّف وكراهية… لننزع سلاح الكلمات، فنُسهم في نزع سلاح العالم”.