دينبريس
نظمت جامعة «محمد بن زايد للعلوم الإنسانية»، ومركز تريندز للبحوث والاستشارات ندوة علمية، تحت عنوان: «نحو تحرك عالمي فاعلٍ لتعزيز ثقافة الأخوة الإنسانية»، شاركت فيها نخبة من أعلام الفكر، من أجل تفعيل توصيات وثيقة الأخوة الإنسانية خاصة في بعدها الإجرائي العملي.
الندوة تأتي احتفاء بالذكرى الثالثة لصدور«وثيقة الأخوة الإنسانية»، وفي إطار تخليد اليوم العالمي للأخوة الإنسانية.
أكد الدكتور محمد عبدالله العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، أن انعقاد الندوة يحتفي باليوم الدولي، الذي اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع، بمبادرة إماراتية، كأحدث الأيام الدولية التي تهم البشرية جمعاء، ويشكل في حد ذاته دعوة لنا- كأعضاء في هذا المجتمع البشري- بعد مرور عام على اعتماد اليوم الدولي للأخوة الإنسانية، كي نسهم في نشر القيم النبيلة والمبادئ العظيمة والأهداف السامية التي ينثرها هذا اليوم فوق كل الأرجاء.
وأضاف عبد الله العلي:أن يوم 4 فبراير هو اليوم الذي شهد توقيع كل من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية «وثيقة الإخوة الإنسانية» في أبوظبي، برعاية مباركة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقدم الدكتور رضوان السيد أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، مداخلة بعنوان «دور الوثائق الدينية في تعزيز الأخوة الإنسانية»، وأكد في مستهلها أن هناك ثلاث مبادرات تحولت إلى مؤسسات ذات أبعاد وطنية وإسلامية وإنسانية وهي: وثيقة الأخوة الإنسانية، وميثاق حلف الفضول الجديد، وجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية. مع وثيقة الأخوة الإنسانية الموقعة بين البابا فرا نسيس وشيخ الأزهر بأبوظبي في 4 فبراير عام 2019، والتي صار تاريخ توقيعها يوما عالميا للتسامح والأخوة، تظهر المقاربة الأخلاقية الكبرى للأديان وإسهام أخلاقها العالمية في مكافحة التطرف الديني، والمشكلات الناجمة عن تجاهل قيم التضامن والجوار الإنساني.. وعلينا أن ندرك أن وثيقة الأخوة الإنسانية التي تمثل شراكة من نوع جديد، هي فرصة شاسعة لنا نحن المسلمين للمراجعة وللتأكيد على أننا لا نريد إخافة العالم أو الخوف منه، بل الإسهام الحثيث في تقدمه وأمنه.
وواصل السيد مداخلته، مؤكدا أن «ميثاق حلف الفضول الجديد» الذي أعلن عنه عام 2019 يتوجه للعالم بأن خطاب الخير والفضائل ومبادراته لنصرة الضعفاء والمظلومين، عريق لدى العرب في حلف الفضول الأول بين نخبةٍ من نبلاء مكة قبل الإسلام.
وأشار السيد إلى المبادرة العلمية والتعليمية المتمثلة بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية (2020)، واقتبس السيد مقولة العلاّمة الشيخ عبد الله بن بيه رئيس مجلسها العلمي الأعلى، الذي يراها (تطمح للتكامل وتعمل من أجله، أي التكامل بين علوم الإنسان والآلة)، كما كان كثيرون يقولون قبل الثورة العلمية الرابعة.
وتحت عنوان «الحوار الديني وأثره في «تفعيل المشترك الإنساني» أكد فضيلة الأب إيلي الهاشم، كاهن الجالية العربية والفرنسية في كاتدرائية القديس يوسف في أبوظبي، ما ورد في تصريحات سابقة للبابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية جاء فيها أن الإيمان يدفع جميع الأديان للدخول في حوار من أجل عالم يسوده التسامح والعناية بالكوكب، وأشار إلى الإمارات سعت بكل جدية واقتدار لنشر فكرة التسامح وثقافة الأخوة الإنسانية، وأن الحوار الديني له أثر كبير في تعزيز المشترك الإنساني.
وعن «المقاربات التطبيقية لتعزيز الأخوة الإنسانية استنتجت الدكتورة رؤيا ثابت، ممثل البهائيين في دولة الإمارات، أهمية القبول بالتعدد والتنوع لمواجهة التعصب والوصول إلى ما هو أبعد من التسامح وقبول الآخر. وحسب المنطق البيولوجي، لا حياة لخلية واحدة بمعزل عن الجسم الذي تنتمي إليه، وهذا لتعاون التنوع ستنجم عنه قوة حضارية هائلة.
وفي ختام الندوة تطرقت الدكتورة ماريا الهطالي، عضو هيئة التدريس بجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية إلى دور الإمارات في تعزيز الأخوة الإنسانية، مؤكدة على أن وثيقة الأخوة الإنسانية دستور عالمي جديد يخفف معاناة العالم ويضع حلولاً لمشكلاته، وما يميزها أنها أقرت بدور رجال الدين والمدارس والجامعات والإعلام في تنفيذ مضامين الوثيقة.
عن صحيفة الاتحاد الإماراتية بتصرف
المصدر : https://dinpresse.net/?p=16488