دينبريس
أفادت مصادر مطلعة أن “إياد أغ غالي”، أمير جماعة نصرة الإسلام والمسلمين (GSIM)، التقى أخيرا بنائب المدير العام لأجهزة المخابرات الجزائرية، شرق منطقة “تينزاواتين”، القريبة من الحدود الجزائرية ـ المالية.
ويأتي هذا اللقاء مع “رجل الجزائر” في إطار تزايد النزاع المسلح بمنطقة الساحل جنوب الصحراء، وتوتر العلاقات فيما بين دول الجوار، والتدخل الفرنسي والروسي والإيراني في المنطقة، والنشاط الإرهابي المتزايد للجماعات الدينية، وانقطاع العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والجزائر بسبب قضية الصحراء المغربية، إضافة إلى الفتور الكبير التي تشهده العلاقات الفرنسية ـ الجزائرية.
كل هذه المؤشرات جعلت النظام الجزائري يشعر بالخوف من التطورات المتسارعة بالمنطقة، لذلك يحاول الاستنجاد بحليفه الاستراتيجي “إياد أغ غالي”، وتقديم الدعم الكامل له، المالي والعسكري، ومساعدته في السيطرة الكاملة على شمال مالي، مما يؤكد مرة أخرى تورط الاستخبارات الجزائرية في التحالف مع الفصائل المتطرفة المنضوية تحت لواء “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين”، وهي “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، و”جبهة تحرير ماسينا”، و”تنظيم المرابطون”.
وتؤكد المصادر أن كل أوراق الجزائر تبعثرت في المنطقة، خصوصا بعدما نجح المغرب في تحرير معبر الكركرات وإحكام سيطرته العسكرية جنوب الصحراء المغربية، وتحقيق مكاسب دبلوماسية على مستوى القارة الإفريقية، إضافة إلى شعور النظام الجزائري الدائم بالخطر القادم من شمال مالي، ورغبة “الطوارق” في تكوين دولة مستقلة جنوب الصحراء.
ويتطلع النظام الجزائري إلى تعزيز نفوذه بمنطقة شمال مالي، عبر التحالف مع المنظمات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وتقديم الدعم الكامل لأميرها، “إياد أغ غالي”، وإطلاق يده في منطقة “أزواد”، وبالتالي التحكم في ورقة التفاوض مع الأطراف اللاعبة في منطقة الساحل، وإقناعها بأن أية تسوية في المنطقة لن تتم إلا بواسطة الجزائر.
وأمام خيبة الأمل التي بدأ يشعر بها مؤخرا النظام الجزائري، وانحسار نفوذه بالقارة السمراء، بدأ يوظف “وكلاءه” بشمال مالي للقيام بعمليات إرهابية ضد مصالح الدول المجاورة، وهو ما يفسر إطلاق النار على شاحنات مغربية عابرة لجنوب الصحراء، واغتيال سائقين مغربيين بمالي، وتحدثت تقارير عديدة من أنه تم تكليف إرهابيين مرتزقة بتنفيذ المهمة، في إشارة إلى ضلوع الاستخبارات الجزائرية في هذه القضية.
ومن المؤكد أن اللقاء الأخير للاستخبارات الجزائرية برجلها “إياد أغ غالي”، سيكون من نتائجه تكثيف العمليات الإرهابية بالمنطقة، وتنفيذ مهمات محددة بـ”الوكالة”، مقابل حصول أمير “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” على مزيد من الأموال والأسلحة، إضافة إلى التكفل بحمايته هو وأسرته، لأنه على قائمة المطلوبين من قبل الدولة الفرنسية.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=15862