27 أغسطس 2025 / 20:30

الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا.. تناقضات مدرسة “المنار”

د. الناجي لمين

هل تعلمون أنه عندما كانت مصر وباقي بلدان العالم الإسلامي ترزخ تحت الاحتلال كان الشيخ محمد عبده يتحدث عن التجديد والاجتهاد ونبذ التقليد، مَحميا ومُؤازَرا من صديقه “الحميم” المندوب البريطاني اللورد كرومر!!! ثم طوَّل المسرحية أخصُّ تلاميذه رشيد رضا، فجاء ببشرى أخرى للعرب والمسلمين، وهي أن الحداثة والسلفية المعاصرة هي الخلاص مما نحن فيه.

لقد كانت مجلته المنار ــ وهو شخص واحد وافد على مصر من جبل القلمون ــ تجوب العالم الإسلامي بأثمان رمزية، ليس فيها حث على مقاومة الانجليز، ولا إخراج الفرنسيس، ولا محاربة التتار والمغول، بل فيها حرب ضروس على تراث الأمة وتاريخ المسلمين.

وأكمل المسرحيةَ أتباعُهما من بعدهما فقدسوا الثالوث، (الأفغاني ومحمد عبده ورشيد رضا)، ولا يستطيع أي باحث أن يحصي الأطاريح والكتب التي أعدت وألفت في إحصاء مناقبهم.

والنتيجة اليوم: أكثر من مليار مسلم لم يستطيعوا أن يوقفوا مجاعة وإذلال إخوانهم في أرض الأنبياء، أما الإلحاد الخفي والظاهر والعلمانية الشاملة والجزئية فحدث ولا حرج.

مناسبة هذا المنشور هو مقال منقبي عاطفي لأحد الفضلاء ينوه فيه بالشيخ القرضاوي (بطل الجزء الأخير من المسرحية)، وبإنتاجه وتجديده الذي فاق تجديد الإمام الشاطبي ووالد الإمام الشاطبي وأُمِّه وجده وجدته، وكل قبيلته. وسيأتي فيه منشور آخر بحول الله.

**************

مدرسة المنار جزء من المشروع الحداثي الاستعماري الذي سعى إلى تفكيك كيان الأمة سياسيا واقتصاديا وثقافيا. ومدرسة المنار تَولت الشق الثقافي. فلا توجد عندنا مرجعية لديننا اليوم نحتكم اليها. الكل يقول قال الله قال رسول الله. أي أن كل واحد يفهم الدين حسب هواه، أليس هذا الواقع سيدي؟! أليس هذا هو عين تفكيك الدين؟!

لقد بشَّرونا بصحوة إسلامية تعيد للأمة خلافة راشدة عربية على منهاج النبوة. وها هي بشارتهم ما شاء الله: ذل بعد ذل أكبر منه، وتجزؤ بعده تجزؤ أكثر منه.

المصدر: صفحة الكاتب على فيسبوك: https://www.facebook.com/d.alnajy.lmyn