4 أكتوبر 2025 / 16:30

الأب عبد الله يوليو: وحدة الفلسطينيين درعنا.. وادعاءات نتنياهو أكاذيب استعمارية

تحرير: وداد وهبي

بثباته الذي لم تهزه أهوال سنوات القمع ولا صعوبة اللحظة الراهنة، يواصل الأب عبد الله يوليو راعي كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، حضوره في الصفوف الأمامية للنضال الفلسطيني، لا يميز بين وقفة تضامنية مع الأسرى أو مشاركة في فعالية شعبية أو زيارة لمحرر من السجون. في زيه الكنسي، يقف رجل الدين المسيحي شاهدا على وحدة شعب تتقاطع فيه كل الأديان والشرائح، ومؤكدا أن انتماءه الوطني يتقدم على أي هوية أخرى.
وفي رده على تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي زعم أمام الأمم المتحدة أن إسرائيل هي المكان الوحيد في الشرق الأوسط الذي يشعر فيه المسيحيون بالأمان، قال الأب يوليو إن هذا الادعاء محض كذب. وأوضح أن المسيحيين الفلسطينيين يتعرضون للانتهاكات والحرمان كما يتعرض المسلمون تماما، لأنهم جزء من الشعب الفلسطيني، ولأن الاحتلال يستهدفهم اقتصاديا ودينيا، ويمنعهم من الوصول إلى القدس للصلاة بينما يفتح أبوابها للحجاج الأجانب. وأضاف أن الهدف من هذه التصريحات هو تصوير الصراع وكأنه ديني، في حين أن جوهره سياسي واستعماري، إذ يسعى الاحتلال إلى الاستيلاء على الأرض وتهجير أصحابها.
كما شدد الأب يوليو على أن المسيحيين في فلسطين ليسوا أقلية معزولة، بل امتداد للنصارى العرب الذين عاشوا إلى جانب المسلمين وبنوا معهم حضارة هذه المنطقة. ومن هذا المنطلق، يرى أن المحاولات الإسرائيلية لزرع الطائفية ما هي إلا استمرار لسياسة استعمارية قديمة تستند إلى مبدأ “فرق تسد”. وبرأيه، فإن ما تشهده المنطقة العربية من تفكك وحروب هو جزء من مخطط يستهدف الجميع دون استثناء، وأن الطريق الوحيد لمواجهته هو وحدة الخطاب الوطني الذي يربط المسيحيين والمسلمين بتاريخهم المشترك ومصيرهم الواحد.
وفي حديثه عن غزة، أكد أن المسيحيين هناك لم يسلموا من الحرب، إذ تعرضت كنائسهم للقصف، وتلقى الكثيرون منهم تهديدات مباشرة من ضباط المخابرات الإسرائيلية لإجبارهم على النزوح، تماما كما يحدث لبقية السكان. وبالنسبة له، هذه الحقائق تؤكد أن الصراع ليس دينيا، وإنما معركة وجود تطال كل أبناء الشعب الفلسطيني.
دعا الأب يوليو الفلسطينيين والعرب إلى التمسك بالوحدة وإلى نبذ أي خطاب طائفي، مشيرا إلى أن الاحتلال لا يريد سوى أرض بلا شعب. وطالب بتشكيل خطاب وطني جامع تتبناه القيادات السياسية ويترسخ في وعي الأجيال جيلا بعد جيل. ووجه رسالة إلى الشباب قائلا إن عليهم أن يصمدوا في أرضهم، وألا يتعاملوا مع وجودهم وكأنه مؤقت بانتظار هجرة أو لجوء. فالمسيحي في فلسطين، كما قال، هو قبل كل شيء عربي فلسطيني، وواجبه أن يبقى شاهدا على الهوية والكرامة.
واختتم الأب يوليو بالتأكيد على أن الظلم مهما طال لن يدوم، وأن الشعوب بدأت تدرك حقيقة ما يجري، داعيا الجميع إلى التمسك بالأمل ومواصلة النضال حتى يرفرف العلم الفلسطيني فوق أسوار القدس.