د. الناجي لمين. أستاذ بدار الحديث الحسنية. الرباط
زعموا أن هذا الفقيه أو غيره، اختار المنهج الوسطي!!!
طيب، ماذا عن المذاهب الأربعة؟! وعلم الكلام؟! وعلم أصول الفقه؟! وعلم أصول الحديث؟! وعلوم القرآن؟! وكتب اللغة والبلاغة والنحو؟! هل هذا منهج التطرف؟!
ثم نسأل: ما معنى المنهج الوسطي؟!، وأين مصادره ومتونه، وكتب الطبقات التي تعرف برجاله؟!
كل شخص يمكن أن يدعي أنه يتبع منهج الوسطية والاعتدال: المداخلة، والسلفية الجهادية، والتكفيريون. وكل طائفة تأتي بنصوص لتدعيم دعواها.
شاركت منذ سنين في مؤتمر دولي يدور موضوعه حول الوسطية والاعتدال. نظمته دولة عربية لتحاصر ما يسمى التطرف في بلدها. فتفاجأ المشاركون بمداخلة لشيخ يتحدث عن الوسطية والاعتدال، ويقول: إن طائقته هم أهلها “وبنو بجدتها”، وأن أهل التطرف والغلو هم المعتزلة الأشاعرة والخوارج.
أقول بكل صراحة: إن هذه المصطلحات “الناعمة” “الإشهارية” يُرددها بعض الناس للاستقطاب الجماهيري فقط. وإلا كيف يفتي صاحب المنهج الوسطي بقتل الناس، وعلى رأسهم العلماء المخالفون؟!. يفتي بقتل الناس وليست له سلطة التنفيذ! والذي دفعه إلى الفتوى ليس له سلطة التنفيذ أيضا! ويفتي بالجهاد في أراض إسلامية وهو غير خبير بما يجري على الأرض، وليس عنده جيش تحت إمرته، يسمع كلامه ويطيع أمره!
باختصار: هؤلاء يمارسون السياسة في ثوب العلم، ويضحكون على المغفلين. والنتيجة: تكريس الضعف، والفرقة وتكثير أسباب الذل والهوان. الله المستعان.
المصدر: صفحة الأستاذ الناجي لمين في منصة “فيسبوك”. والعنوان من اختيار الموقع