إعداد: رشيد المباركي
تناولت افتتاحية صحيفة فاينانشال تايمز ما وصفته بلحظة نادرة من الأمل بعد إعلان الإفراج عن آخر الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في غزة، معتبرة أن هذه الخطوة يجب أن تكون بداية لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأوضحت أن الرهائن الذين احتُجزوا عقب هجوم 7 أكتوبر 2023، كانوا رمزا للصدمة التي خلّفها الهجوم في المجتمع الإسرائيلي. وأشارت الافتتاحية إلى أن الإفراج عن 20 رهينة أحياء و28 جثمانا ضمن المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة، يمثل فرصة لترامب لتحقيق أهم إنجاز دبلوماسي في ولايته الثانية. كما أن اتفاق وقف إطلاق النار سيمنح بعض الراحة لأكثر من مليوني فلسطيني في غزة الذين عانوا من القصف والدمار والمجاعة، إذ قُتل أكثر من 67 ألفا منهم وفق ا للسلطات الصحية الفلسطينية.
كما بيّنت الافتتاحية أن ترامب يستحق الإشادة على دفعه نحو إنهاء الكارثة، بعد أن مارس ضغوطا متأخرة على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحماس لوقف الحرب ضمن خطته المكونة من 20 بندا، بمساعدة قطر ومصر وتركيا. لكنها حذّرت من أن التحديات الأصعب لم تأت بعد، إذ يتعين على ترامب ضمان تنفيذ الخطة كاملة، بما يشمل انسحابا تدريجيا للقوات الإسرائيلية من غزة وإنشاء هيكل حوكمة جديد يشارك فيه الفلسطينيون لضمان الشرعية. وأكدت أن الولايات المتحدة مطالبة بفتح حوار سياسي بين إسرائيل والفلسطينيين والعمل على تحقيق “أفق سياسي للتعايش السلمي والمزدهر”، وصولا إلى حل الدولتين كخيار وحيد لتحقيق الأمن والسلام للطرفين.
وذكّرت الافتتاحية بأن ترامب فشل في ولايته الأولى بتحقيق “صفقة القرن”، حيث همّش الفلسطينيين وقدم خطوات مؤيدة لإسرائيل. أما الآن، فله فرصة لاستعادة بعض من مصداقية واشنطن العالمية إذا نجح في إنهاء الحرب، وإعادة الرهائن، ووضع أساس لحل دائم. كما أوضحت أن إطلاق سراح الرهائن يمثل لحظة فارقة، لكنها مجرد خطوة أولى نحو السلام الحقيقي في الشرق الأوسط.