أظهر تحليل جديد لمركز “بيو للأبحاث” نُشر في يوليوز 2025، أن المسلمين الأمريكيين يملكون مواقف سياسية متمايزة تمزج بين توجهات الحزبين الديمقراطي والجمهوري، مما يعكس تنوعهم الديمغرافي والاجتماعي.
وحسب نتائج دراسة “المشهد الديني 2023-2024″، فإن 53% من المسلمين البالغين في الولايات المتحدة يفضلون الحزب الديمقراطي أو يميلون إليه، في حين عبّر 42% عن ميولهم نحو الحزب الجمهوري، وهو ما يشير إلى تراجع كبير في التفوق التقليدي للحزب الديمقراطي بين المسلمين مقارنة بالسنوات الماضية.
وأرجع كثير من المراقبين هذا التحول إلى خيبة أمل المسلمين من طريقة تعامل إدارة الرئيس جو بايدن مع الحرب الإسرائيلية على غزة، خاصة بعد أن عبّر أغلب المسلمين المستطلعين في فبراير 2024 عن اعتقادهم بأن بايدن منحاز بشكل مفرط لإسرائيل.
لكن التقرير أوضح أن المسلمين الأمريكيين لا يتبنون مواقف متطابقة مع أي من الحزبين، بل تتوزع آراؤهم السياسية حسب القضايا، ففيما يتعلق بالهجرة والتنوع العرقي ودور الحكومة، عبّر المسلمون عن تقارب أكبر مع المواقف الديمقراطية، فقد قال 71% من المسلمين إنهم يفضلون حكومة أكبر تقدم خدمات أكثر، مقارنة بـ79% من الديمقراطيين و31% فقط من الجمهوريين، كما اعتبر 82% منهم أن انفتاح أمريكا على المهاجرين أمر أساسي لهويتها الوطنية، مقابل 88% من الديمقراطيين و50% فقط من الجمهوريين الذين شاركوهم هذا الرأي.
وأبدى المسلمون مواقف أقرب إلى الحزب الجمهوري في القضايا الاجتماعية والثقافية، لا سيما ما يتعلق بالأسرة والجنس والهوية الجندرية، فقد رأى 63% من المسلمين، و66% من الجمهوريين، أن الأطفال أفضل حالا عندما يتفرغ أحد الوالدين للبقاء في المنزل، مقابل 45% فقط من الديمقراطيين.
وفي ما يخص المثلية الجنسية، رأى 55% من المسلمين أنه ينبغي على المجتمع عدم تشجيعها، وهي نسبة قريبة من الجمهوريين (47%)، مقابل 13% فقط من الديمقراطيين.
أما في القضايا التي ينقسم المسلمون حولها داخليا مثل الصلاة في المدارس والإجهاض، فقد أظهر الاستطلاع تقاربا مع الانقسام الحاصل على مستوى عموم الأمريكيين، إذ أيد 55% من المسلمين السماح للمعلمين بقيادة صلاة عامة في المدارس، وهو رأي قريب من المعدل العام (57%)، بينما أيّد 57% من المسلمين شرعية الإجهاض في معظم أو كل الحالات، مقارنة بـ86% من الديمقراطيين و42% فقط من الجمهوريين.
وقد استند التقرير إلى عينة وطنية مكونة من 36,908 بالغا، من بينهم 273 مسلما، ما يمنح هذه النتائج مؤشرات قوية على اتجاهات المسلمين السياسية في المرحلة الراهنة.