محمد أكعبور ـ مرشد ديني باشتوكة آيت باها
تقديم:
يظل الخطاب الديني قليل الجدوى والتأثير –على كثرة الرد – متى لم يستحضر عناصر وأسسا من ذلك ، تتكامل في وظيفتها .
كيف ذلك؟
استثمار العقيدة الأشعرية السنية والتصوف التربوي السني في التدخلات الدينية :
1- درس الوعظ والإرشاد.
2- خطبة الجمعة.
رهان التكوين المستمر للفاعلين الدينيين المدنيين-سبق لنا تعريف هذا المفهوم في مقالات سابقة- ببلادنا .
هذا هو المنحى الجديد الذي تسلكه المجالس العلمية في اللقاءات العلمية والدورات التدريبية والتكوينة والتأهيلية والتأطيرية لفائدة السادة المتدخلين الدينيين عن قرب عبر المنصات المسجدية للنهوض بالخطابات المسجدية باعتبارها رهان إصلاح الحقل الديني بالمغرب منذ أن فتح هذا الورش بقيادة ومبادرة إمارة المؤمنين، المؤسسة الدينية المرجعية ببلادنا بخطاب موضوعاتي في المجال يوم 30أبريل 2004.
فالشباب محتاج إلى حوار في وعظ وإرشاد بخطاب العقل بالدليل والحجج والبراهين للتأثير على العواطف في إطار (التبليغ والإرشاد) للاستجابة ، فالمتدخلون قد كثروا وجحافل التدخلات الدينية الإليكترونية تنجفل لتعصف بهؤلاء الشباب في متاهات ودهاليز وردهات الجهل بالقيم العقدية المثلى والتربوية الثمينة والتدين الغريب والخروج عن الجماعة المتفقة على المبادئ الدينية والسياسية وعلى الاختيارات التاريخية والحديثة للدولة المغربية .
ولقد جالست شبابا يشكون من كثرة الرد الروتيني للمواعظ ذات البعد الركني من فرائض وسنن وشروط .
وصح طرحهم نسبيا مع حاجتهم بهذه التوضيحات لما لها من أثر على هذه الفرائض من حيث الصحة والبطلان والجبر.
فحقا الذي قدم المسجد فقد تتطهر أولا قبل الخروج من بيته وإن لم يحدث ففي المسجد ما يتحصل به الفعل القبلي للركن الأساس الذي يصح له أداؤه في جماعة فلا ينبغي أن نستقبله بالمسائل التقنية العملية التي يفي فيها العمل النموذجي على الأكثر في حصتين.
فهو ظمآن من حيث المحمولات الثقافية والخلقية والتربوية بل والعقدية وهو المنحى الموضوعاتي الذي تشتغل العقيدة الأشعرية في مجراها بتأطير من الباحثين من خلال المقالات والندوات والتدخلات الإعلامية وقل مثل ذلك في التصوف التربوي السني الجنيدي .وخذ النموذج من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وجهوها في نشر ثقافة الثوابت الدينية وفقهها وكذا من موقها على الانترنيت كما نؤكد حتما على الدور الريادي لقناة السادسة البصري السمعي منه والسمعي ،وكذا لزوما ذكرنا لمجهودات بعض الكليات والجامعات بفتحها ماسترات موضوعاتية نذكر للحصر لا على سبيل القصر ماستر :العقيدة والتصوف بالغرب الإسلامي بجامعة محمد الخامس بالرباط .
إن قيما كهذه لا تبنى إلا باستثمار الثوابت الدينية للمغاربة ممثلة في إمارة المؤمنين الحامية لمذهب الإمام المالكي وعقيدة الإمام الأشعري وتصوف الإمام الجنيد.
فالسياسة السنية والعقيدة السنية والتربية السنية والفقه السني مجتمعة في التخاطب الديني والحوار الجاد بمختلف المنابر- حتى الإعلامية منها ولكل متدخل ديني ببلادنا حساب على الفيس بوك، ولكل صاحب حساب متابعون متفاعلون – لا تؤدي إلا إلى نتائج مرضية تعم بركتها البلاد والعباد .
ونحن في هذه الظرفية الحصرية علينا العمل من غير تأجيل لبث هذه القيم الدينية طالما الأنفس مهيأة وبإسراع وتعجيل ،فالمجالس العلمية بالمغرب أطلقت مبادرات وسخرت إمكانات تقنية وأطرا دينية من مختلف الأعمار من النساء والرجال لترشيد العمل الديني ببلادنا وإيصال مضامينه بأقصى سرعة ممكنة للساكنة والعمار.
استنتاج وخلاصة :
تبقى القيم العقدية والتربوية والوطنية نبعا، صداها من التدين الصحيح على طريقة الشيوخ والأئمة الذين أصلوا لها سندا ومتنا ،وللمغاربة في كل فن من فنون الدين والعلم به إمام له مشيخة متخرج منها بشهادات متواترة .
فهي إذن قيم علمية وعملية والدين كله قيم،ما أحوج مواطنينا ومواطناتنا لهذه القيم !!!!
المصدر : https://dinpresse.net/?p=7846