الحسن أزضوض ـ طالب باحث في القانون الدستوري والعلوم السياسية
بعد فشل اسبانيا في الضغط على المغرب من خلال الولايات المتحدة الأمريكية ،خصوصا إثر تجاهل الرئيس جون بايدن لبيدروسانشيز وعدم إعطائه الاهتمام الدبلوماسي المناسب في ممر مقر حلف الناتو بالعاصمة البلجيكية بروكسيل يوم 14 يونيو 2021 الماضي،صعدت الجارة الشمالية من لهجتها العدائية.
فرغم سخرية الصحافة الاسبانية والإعلام الدولي من فضيحة الرواق الذي لم يتجاوز التواصل فيه المجاملات الدبلوماسية والتحية، أبانت اسبانيا عن وحشيتها وكأنها ماتادور (مصارع الثيران) الذي يجهز على ثور جريح .
فهناك قراءات تاريخية ، تؤكد أن اسبانيا ألفت الوحشية واقترفت إبادات في عصر محاكم التفتيش أو خلال الحرب الأهلية.
فإذا كانت اسبانيا تعتقد بأن المغرب ثور هائج ستغرس فيه رماحها السامة ، فهي مخطئة تماما لأن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس.
فلو أعطت اسبانيا الاهتمام المناسب لتقرير: “سيناريو الأمن ألمغاربي 2040 “لسنة 2018 و الذي أعده العقيد في الجيش الاسباني فرنا ندو كاباليرواتشيفاريا بصفته رئيس هيئة الأركان العامة للدعم ألاستخباراتي ( مركز الاستخبارات للقوات المسلحة الاسبانية) والمكون من 20 صفحة ، لأدركت بأن المغرب لا يقبل المساس بوحدته الترابية.
يبدو أن الجارة الشمالية اختارت التصعيد، وطلبت من الوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل بنشر قواتها الأمنية( فرونتكس ) في مدينتي سبتة ومليلية ، لأنها تعتبرهما حدودا أوروبية.
فكيف يمكن للمغرب أن يتصرف حيال هذه النزعة الاستعمارية ؟
الرد المغربي يجب أن يكون قويا، وأن يطالب اللجنة الأممية بتصفية الاستعمار باسترجاع المدينتين السليبتين سبتة ومليلية بشكل رسمي ويقاضي اسبانيا دوليا بسبب استعمالها الغازات السامة إبان حرب الريف.
حان الوقت لبعثرة أوراق اسبانيا لأنها تكرس كل طاقاتها وإمكانياتها لمعاداة المغرب وتتعاون مع أعداء الوحدة الترابية ، أصبحت كالثور الهائج ، المتوحش الذي يريد الفتك بالجسد المغربي الحديدي المتين.
لقد اختارت اسبانيا المساس بالوحدة الترابية المغربية ، والتعاون مع أعداء المغرب ، لأنها تتصرف بفكر امبريالي واستعماري لا يراعي حق الجوار ولا يعترف إلا بمنطق القوة والتوسع، والمغرب يجب أن يكون مستعدا لكل الاحتمالات لأنه لا يجب أن يتكلم إلا لغة القوة والندية.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=14889