26 يونيو 2025 / 08:08

اختلال الدور الوظيفي لإسرائيل بعد الضربات الإيرانية

زعيم الخيرالله

كتب المفكر المصري الراحل عبدالوهاب المسيري عن الجماعات اليهودية الوظيفية، وأن اليهودي كان يقوم بدور وظيفي، لا يستطيع الآخرون القيام به، كالربا والدعارة، ولما ظهرت البنوك انتهى الدور الوظيفي الربوي الذي كان يقوم به اليهودي…

وهذا الدور الوظيفي الربوي الذي قام به اليهودي في عصر الملكة إليزابيث صوره خير تصوير وليام شكسبير في مسرحية “تاجر البندقية”، وأبرز شخصية شايلوك كتعبير عن شخصية اليهودي المرابي الجشع الذي يفتقد الرحمة والإنسانية.

ولم يكن شكسبير عربيا ولا مسلما حتى يُتّهم بمعاداة السامية.

اليهودي، وفقا لما يراه المسيري، شخصية وظيفية، تعامل معها الغربي، لا بإنسانيتها ولا بطبقيتها ولا بدينها، وإنما تعامل معها بدورها الوظيفي المنفعي التبادلي. اليهود وُظفوا من قبل الدول الغربية لخدمة مصالح الغرب، هذه هي الوظيفة المطلوب منهم أداؤها، فالبريطانيون قدموا لليهود وعد بلفور المشؤوم، الذي هو رسالة ووعد أرسله آرثر جيمس بلفور في ٢ نوفمبر ١٩١٧ إلى اللورد والتر دي روتشيلد، يشير في هذا الوعد إلى أن حكومة بريطانيا تؤيد إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.

وقبل قيام دولة الاحتلال الصهيوني كان الانتداب البريطاني قد هيأ الأجواء لدخول عصابات الصهاينة إلى أرض فلسطين، مقابل ذلك يقوم الصهاينة بدورهم الوظيفي لخدمة الأهداف والمصالح البريطانية، ولما انتهى الدور البريطاني جاء دور أمريكا بدعم اليهود ماليا وعسكريا وتكنولوجيا مقابل أن يقوم الصهاينة بخدمة مشروع أمريكا ومصالحها في المنطقة.

التحول الكبير حدث في السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، استطاع تغيير المعادلة وكشف الوجه القبيح للصهاينة وحقيقة جرائمهم في الأراضي المحتلة، وتعاطف العالم كله مع الضحايا الفلسطينيين من الأطفال والنساء، ورأى العالم الخراب والدمار الذي أحدثته آلة الإجرام الصهيونية.

وجاءت ضربات المقاومين في لبنان واليمن والعراق لتكشف هشاشة الوضع الصهيوني الداخلي… كل هذه الضربات أدت إلى الإخلال بالدور الوظيفي الصهيوني…

وأتت الضربات الإيرانية لتكشف هشاشة الوضع الداخلي الصهيوني، وحالة الرعب التي استولت على الصهاينة وجعلتهم يعيشون في الملاجئ لاثني عشر يوما، مما أدى إلى إنهاك إسرائيل واختلال دورها الوظيفي في خدمة المشروع الأمريكي والغربي.

هذا ما قامت به الجمهورية الإسلامية في نقل المعركة إلى داخل الأرض المحتلة، مما أدى إلى إرباك المشروع الصهيوني والدولة الصهيونية الوظيفية واختلال دورها الوظيفي.

لو اتحد العرب والمسلمون ووجهوا ضرباتهم إلى داخل الأرض المحتلة، وأربكوا دور الصهاينة الوظيفي، لأدى الأمر إلى أن يتخلى الغرب عنهم لانتهاء دورهم الوظيفي؛ وبالتالي يصبحون عبئا على من وظفهم في هذا الدور؛ لأن الغرب المادي لا يتحمل كل هذه التكاليف الباهظة والأعباء الثقيلة لكيان فقد دوره ووظيفته لخدمة المشروع الأمريكي والغربي.