اختفاءُ العَرَبِ عَنْ الوجُودِ!

زعيم الخيرالله
آراء ومواقف
زعيم الخيرالله8 ديسمبر 2020آخر تحديث : الثلاثاء 8 ديسمبر 2020 - 12:56 مساءً
اختفاءُ العَرَبِ عَنْ الوجُودِ!

زعيم الخيرالله
طَلَبَ مني اخي الفاضلُ الشيخُ خضير الوحيلي ابداءَ رأيي بمقالِ الكاتبِ والاعلاميِّ الفِلَسْطينيِّ أكرم عطا الله المنشور في جريدة “نيويورك تايم ” الامريكية ، تحت عنوان : (ماذا لو اختفى العرب جميعاً ؟ ) ، والكاتبُ تَحَدَثَ عَنْ أَنَّ العربَ أُمَّةٌ لاقيمةَ لها في الميزان الدولي ؛ فهي أُمَّةٌ مُسْتَهْلِكَةٌ وَعالَةٌ على مايُنْتِجُهُ الآخَرونَ ، أُمَّةٌ تُمَزِقُها الحروبُ ويقتلُ بعضُها بَعضاً، وَأَنَّ خيطَ الدَّمِ العربيِّ مُمْتَدٌّ من ليبيا الى العراق ، وأَنَّ العالَمَ لايَتَأَثَرُ باختفائهم ؛ فلن تتوقف المصانعُ ولنْ تَتَعَطَّلَ حركةُ الحياةِ ؛ لان العربَ لادور لهم في السياسةِ واقتصاديات العالَم ، ولااسهام لهم في الحضارة.

هل التَّخَلُّفُ والتَّمَزُقُ والحُروبُ سِمَةٌ عَرَبِيَّةٌ لَصِيقَةٌ بالعَرَبِ كأُمَّةٍ ؟ أَمْ أَنَّ التَّخَلُفَ لَهُ سُنَنُهُ وقوانينُهُ تخضعُ لها كُلُّ اُمَمِ العالَم ؟ ألَمْ تَكُنْ أوربا متخلفةً في قرونِها الوسطى، وكان العَربُ متحضرينَ ومصدرَ الهام اوربا ، وهذا ماشهدَ به مفكرو اوربا المنصفونَ؟

أَلَمْ يَكُنْ الاستبدادُ عاملاً اساسياً في تخلفنا وتمزقنا وويلاتنا ؟ هل الانسانُ العربي هو الذي يتحمل مسؤولية التخلف وحده، ام حكام العرب المستبدون الذين صادرو حرية الناس وسحقوا ارادتهم ؟ حكام العرب فقدوا ارادتهم امام الكبار، وفرطوا بحقوق اوطانهم وبلدانهم وكرامات شعوبهم.

أَلَم تساهم القوى الكبرى بتكريس تخلفنا ودعم حكام العرب المستبدين؟

الاستبداد أَزْمَةٌ تصادرُ ارادةَ الناسِ وَتُلغي حقوقهم وتنتهكُ كرامتهم ، بل وحتى تُبَدِّلُ أَخلاقَهم كما ذكر ذلك عبدالرحمن الكواكبي في كتابِهِ القيّم ” طبائع الاستبداد “. العقول العربية التي هاجرت الى اوربا وعاشت مُناخَ الحُرِّيَّةِ ابدعت واخترعت ، وهناك الكثير من الاختراعات اخترعتها يدٌ عربيّة واسلاميّة لم تسجل باسماء اصحابها.

اذن ليست المشكلة في الانسانِ العربي ، ولافي عقله ، وقدراته العلمية. يجب ان ندرس الواقع العربي وفق سنن التاريخ التي لاتحابي احدا كما يقول الله تعالى : ” من يعمل سوءً يُجْزَ به ” ، وتخلف الواقعِ العربي ليس امراً لايقبل التغيير اذا غَيَّرَ العربُ مابانفُسِهم ؛ لان اللهَ لايغيّر مابقومٍ حتى يغيّروا مابانفسهم.

وهل اذا ختفى العربُ عن عالم الوجود يبقى العلم كله غير متاثر بهذا الحدث ؟ الا تتأَثر اقتصادياتُهُ المعتمدة على النفط العربي ، وثروات العرب ، واموال العرب في البنوك العالم؟

الكاتب طرح اسئلةً افتراضيةً ، يمكن ان نطرح الكثير على شاكلتها ؟ ماذا لو اختفت الدول الكبرى ؟ هل يحل السلام في ربوع العالم ؟ وهل ستختفي الحروبُ ، وهل تعيشُ الشعوب بوئام وسلامٍ ؟ هل يختفي قهر الشعوب واذلالها ؟ وهل ستختفي الاساطيل والبوارج الحربية من مياهنا الاقليمية ؟ اسئلةٌ كثيرةٌ افتراضيةٌ يمكن ان تطرح.

أمراضنا وتخلفنا وجهلنا تخضع لسنن وقوانين التاريخ، كما يخضع الآخرون لها.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.