أفادت مصادر إعلامية محلية بأن لجنة تربوية بمدينة مكناس قامت، مطلع الأسبوع الجاري، بزيارة تفتيشية إلى مدرسة بلال بن رباح، حيث أجرت تحقيقا مفصلا مع مدير المؤسسة.
وأسفر التحقيق عن شبهة تورطه في الترويج لأفكار ومعتقدات مرتبطة بما يُعرف بالدين البهائي، مما أدى إلى اتخاذ قرار بإعفائه رسميا من منصبه صباح يوم الجمعة الماضي.
وبحسب المصادر ذاتها، استمعت اللجنة إلى شهادات من داخل وخارج المؤسسة، كشفت عن محاولات المدير التأثير على التلاميذ وأطر المدرسة من خلال نشر أفكار تتعارض مع المبادئ التربوية المعتمدة.
وأوضحت أن هذه التصرفات أثارت جدلا واسعا في الأوساط التعليمية ودعت إلى تدخل عاجل لحماية القيم التربوية.
وفي هذا السياق، أصدر المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بمكناس، بتاريخ 25 ديسمبر الجاري، بيانا حذر فيه من خطورة الواقعة.
وأعرب البيان عن إدانة شديدة لما وصفه باستغلال الفضاء التربوي للترويج لأفكار دينية خارجة عن الإطار الرسمي، معتبرا ذلك مساسا مباشرا بأمن التلاميذ الروحي وخروجا عن القيم المهنية والقانونية التي يُفترض أن يلتزم بها مدير المؤسسة.
وأشار البيان إلى وجود تراخٍ من جانب الأكاديمية الجهوية للتربية والتعليم في التعامل مع القضية، رغم مضي أكثر من شهر على اكتشافها، ورغم توافر تقارير لجان إقليمية وجهوية أكدت هذه التجاوزات.
وأكدت الجامعة أن التأخر في معالجة هذه المسألة أدى إلى استياء واسع في صفوف الأطر التربوية والفاعلين المحليين.
وأكد البيان على ضرورة تدخل الجهات المختصة بشكل فوري لوقف هذه الممارسات وحماية الفضاء التربوي من أي استغلال أو انحراف عن رسالته السامية.
كما أعلنت الجامعة عن تنظيم وقفة احتجاجية أمام المدرسة، مهددة باتخاذ خطوات تصعيدية إضافية إذا استمر تجاهل هذا الملف الذي اعتبرته تهديدا للهوية الدينية والقيم التعليمية في البلاد.
يُذكر أن السلطات المغربية تتبنى موقفا معارضا تجاه الدين البهائي. ففي عام 1962، شهدت البلاد محاكمات لعدد من معتنقي هذا الدين، وصدر بحق بعضهم أحكام بالإعدام قبل أن يتم التراجع عنها لاحقا.
وفي عام 1984، ألغيت جميع الأنشطة واللقاءات البهائية بشكل رسمي، كما شهد عام 2009 طرد أحد الضباط من القوات المسلحة الملكية بسبب اعتناقه الدين البهائي.
وقد أوضح الملك الراحل الحسن الثاني أن المغرب يضمن حرية ممارسة الشعائر الدينية للديانات السماوية المعترف بها، مثل الإسلام والمسيحية واليهودية، لكنه شدد على عدم قبول ممارسة شعائر البهائيين في الأماكن العامة، واصفا البهائية بأنها انحراف منافٍ للنظام العام والآداب.
تشير بعض التقديرات إلى أن البهائيين في المغرب يُعتبرون أقلية دينية، حيث يُقدر عددهم بين 350 و400 شخص.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=22346