إيمانويل ماكرون يحذر من خطر “التفكك” الذي يهدد النظام العالمي
رشيد المباركي
تصريحات مثيرة تلك التي صدرت على لسان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عندما حذر من أن العالم يواجه خطر “تفكك النظام الدولي” خلال اجتماعه مع الرئيس الصيني شي جين بينج في بكين، وسط تصاعد التوترات بين الصين وأوروبا.
وأكد ماكرون حسب ما نشرته صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، على أهمية الحوار بين البلدين، معتبرا أن فرنسا والصين تتشاركان في نقاط التقارب، وإن كانت بينهما خلافات يجب معالجتها من خلال تعددية أطراف فعّالة. كما ردّ شي على ذلك بدعوة فرنسا إلى “رفع راية التعددية عاليا”، وألمح إلى أن السياسة الأوروبية تجاه الصين تتأثر بالإدارة الأمريكية المتشددة بقيادة دونالد ترامب. وبحسب الصحيفة، تأتي زيارة ماكرون في الوقت الذي يستعد فيه لتولي رئاسة مجموعة السبع في عام 2026، حيث تتصدر الاختلالات الاقتصادية العالمية جدول الأعمال. وحذّر من أن فائض الصين المتنامي في التجارة والاستثمار مع أوروبا أصبح “غير مستدام”، ودعا بكين إلى زيادة استثماراتها في أوروبا بشكل كبير بحلول عام 2030.
اعتبر ماكرون أيضا أنه بدون إجراءات تصحيحية، قد يتفاقم الوضع إلى أزمة، مضيفا أن الحرب التجارية ستكون أسوأ نتيجة ممكنة. وتشعر أوروبا بالقلق أيضا إزاء هيمنة الصين على المعادن النادرة وضوابطها التصديرية، التي تُهدد قطاعات رئيسية مثل صناعتي السيارات والدفاع. كما صرح شي بأن المحادثات أسفرت عن اتفاقيات لتعزيز التعاون في قطاعات تشمل الفضاء، والطاقة النووية، والأدوية الحيوية، والذكاء الاصطناعي. كما سلّط الضوء على الفرص المتاحة للشركات الفرنسية في الخطة الخمسية الصينية المقبلة، مؤكدا دعمه للاستثمار الصيني في فرنسا دون تقديم التزامات محددة.
بخصوص الملف الأوكراني، فقد كرّر شي دعم الصين للسلام، لكنه تجنب التطرق إلى المطالب الأوروبية بضرورة بدء أي محادثات بوقف إطلاق النار. كما أشارت الصحيفة إلى أن الاجتماع عُقد في ظلّ تصاعد الخلافات التجارية. ففي فرنسا، من المتوقع أن يُصدر قاضٍ حكما بشأن حظر مُقترح لمدة ثلاثة أشهر على شركة “شي إن” بعد اكتشاف منتجات غير قانونية على منصتها.
التعليقات