أحمد جاويد ـ کابل / أفغانستان
أعلنت الوزارة الخارجية الإيرانية أخيرا أن التغيرات التي شهدتها السفارة الأفغانية بطهران جاءت فجأة ولم تکن لها يد أو دور في ذلک. و ذکرت وکالة الأخبار “مهر” استنادا لما نشرته الصفحة الإخبارية للخارجية الإيرانية أن مسألة تسليم السفارة وانتقالها مسألة تتعلق بالشأن الداخلي لأفغانستان، وأن الخارجية الإيرانية لم تقم بأدنى تدخل، بشکل من الأشکال، في هذه القضية. کما أکدت أن تغيير الديبلوماسيين لا يعني بالضرورة تغييرا في الأوضاع الحقوقية للسفارة.
إلا أن مسألة تسليم مهام السفارة لأفراد طالبان کانت متوقعة لتصريح سابق للمسٶول الإداري في الخارجية الإيرانية “رسول موسوي” أن وزارته أطلعت الديبلوماسيين في السفارة بعد استدعائهم إليها وطلبت إليهم تسليم السفارة لطالبان لأن حکومته اعترفت رسميا بالسفير الجديد “فضل أحمد حقاني” الذي تم تعريفه من لدن وزير خارجية طالبان أمير خان متقي.
وقال الديبلوماسيون الجمهوريون، الذين رفضوا بدوهم مرارا العمل لصالح طالبان، في وقت سابق، أن الخارجية الإيرانية کانت طلبت منهم تسليم السفارة الأفغانية بالعاصمة طهران لرجال طالبان فقاموا بدورهم بتسليمها ومفاتيحها إلى الخارجية الايرانية. إلا أن إيران استنکرت أن تکون تسلمت شيئا من المستندات أو المفاتيح.
من جهته قال المتحدث باسم خارجية أفغانستان عبد القهار البلخي أن سفارته بطهران، بعد تعيين الديبلوماسيين والقائمين بأعمال السفارة، متعهدة بالعمل بشفافية وبروح عالية في مواصلة تقديم خدماتها بشکل عادي للمهاجرين الأفغان والإيرانيين کما أکد على تنمية العلاقات بين البلدين و توسيع برامجهما. وأضاف أن استبدال الکوادر الديبلوماسية بغيرهم هو عمل مشروع لکل نظام.
هذا وقد ووجه هذا الإقدام الجديد من إيران وطالبان باعتراضات مختلفة وواسعة النطاق. فبعض الجماعات المسلحة کجبهة المقاومة الوطنية بزعامة أحمد مسعود، المخالفة لطالبان والتي تربطها علاقة وطيدة بإيران، نددت بشدة هذا التصرف من إيران وقالت ان هذا الأمر يدعو إلى طرح تساٶلات تشکک حول علاقات طالبان وإيران. کما أبدت الجبهة تخوفها ازاء مصير المعارضين لطالبان الذين اتخذوا من يران ملجأ لحمايتهم. و قبل التسليم التقطت عدة صور لأحمد مسعود مع ديبلوماسيي النظام الجمهوري السابق في حالة خروجهم من السفارة الأفغانية بطهران، وهذا ما يثبت أن مسعود کان، بحکم الأواصر العرقية والروابط السياسية القديمة، يتردد بين الحين والآخر على السفارة التي کانت تحت هيمنة الجمعية الاسلامية التي يرأسها صلاح الدين رباني نجل برهان الدين رباني أحد قادة المقاومة ضد الاحتلال الروسي.
وقد تلقت إيران أيضا تحذيرات عدة مخطوطة من بعض السياسيين الآخرين بسبب دعمها حکومة طالبان، وأکدوا أن هذه العلاقات ستواجه بالأخطار بسبب سياسة طالبان الداخلية و الخارجية. إلا أن طالبان فاجأت هٶلاء المعارضين بإعلان جديد، على لسان ” ذاکر جلالي ” رئيس الشعبة الأسيوية في وزارة الخارجية أنها سترسل دبلوماسيين آخرين وهذه المرة إلى القنصلية الأفغانية بإسطنبول العاصمة التاريخية لدولة ترکيا.
وبهذا تکون طالبان قد حققت تواجدها خارج البلد ومکاسب سياسية تدرکها الجهات المخالفة. إذ سيصعب عليها مستقبلا الإستفادة من الدعم الإيراني أو الترکي لزعزعة الأمن في أفغانستان. کما دخلت مرحلة جديدة من التعهدات المسٶولة مقابل الاعتراف الرسمي ستأمن طالبان خلالها على نفسها من بعض التدخلات الخارجية. فلا شک أن تسلم طالبان للسفارتين سيغضب الأحزاب المناوئة والجماعات المسلحة الذين اعتبروا انجاز طالبان ضربا من الخيال ويفهمون کذلک أن ذلک بمثابة تطويقهم ووضع حد لتآمراتهم مع الغرب ضد بلدهم.
Source : https://dinpresse.net/?p=19737