في تطور جديد يعكس استمرار السياسات القمعية ضد النساء في إيران، نفذت دوريات “شرطة الأخلاق” بمدينة قم اعتقالا عنيفا بحق فتاتين مساء الخميس الماضي، بذريعة عدم التزامهما بالحجاب الإجباري.
وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على نطاق واسع، عناصر الدورية وهم يعتدون جسديا على الفتاتين ويدفعونهما بالقوة إلى سيارة “فان”، فيما لا تزال تفاصيل مصيرهما مجهولة بعد إغلاق هواتفهما عقب الحادثة.
وتأتي هذه الحادثة في ظل وعود سابقة أطلقها الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بالتوقف عن استخدام دوريات “شرطة الأخلاق”، وهي وعود لم تجد طريقها إلى التنفيذ، حيث تستمر حملات الاعتقال والاعتداءات ضد النساء الرافضات للحجاب الإجباري.
وشهدت السنوات الأخيرة سلسلة من الحوادث المماثلة التي وثقت استخدام العنف والاعتقالات بحق النساء والفتيات، لمعارضتهن قوانين الحجاب الإجباري.
وتعد مهسا أميني وأرميتا كراوند أبرز ضحايا هذه السياسات، حيث فقدتا حياتهما نتيجة تعرضهما للتعذيب في عامي 2022 و2023، ما أثار غضبًا داخليا ودوليا.
وفي ظل استمرار هذه الانتهاكات، تتزايد التساؤلات حول مصير قانون “العفة والحجاب” الجديد، الذي أُعلن عن إحالته للتنفيذ في 13 ديسمبر، دون أن يتم تطبيقه حتى الآن، ومع ذلك، يستمر الضغط الحكومي لفرض الحجاب، في مقابل تصاعد مظاهر العصيان المدني بين النساء.
وقد ظهرت الممثلة الشهيرة ترانة عليدوستي دون الحجاب الإجباري في كواليس مسرحية بطهران، في خطوة جريئة تعكس استمرار التحدي رغم تعرضها سابقا للاعتقال على خلفية مشاركتها في احتجاجات “المرأة، الحياة، الحرية”.
وتؤكد هذه المواقف المتكررة مدى إصرار النساء الإيرانيات على الدفاع عن حقوقهن وحرياتهن، رغم السياسات القمعية التي تهدف إلى تقييد حراكهن ومطالبهن بالحرية والمساواة.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=22186