إمارة المؤمنين وضرورة تحلي النخب الجديدة “بالوعي الوطني المركب” في المرحلة القادمة

دينبريس
آراء ومواقف
دينبريس9 يناير 2025آخر تحديث : الخميس 9 يناير 2025 - 12:00 مساءً
إمارة المؤمنين وضرورة تحلي النخب الجديدة “بالوعي الوطني المركب” في المرحلة القادمة

عبد الخالق حسين ـ رئيس المجلس العلمي لطانطان
1- كم تمنيت أن يجمع بين (التربية و الوطنية و الفن) في مدارسنا ومعاهدنا وجامعاتنا..وان يبث هاذان المقطعان (مقتطف من الخطاب الملكي السامي لملكنا الحسن الثاني رحمه الله.. و مقطع “أغنية الصحراء” للفنان عبد الهادي بلخياط) عبر مكبرات الصوت “صباحا” طيلة شهر نونبر .. تزامنا مع دخول التلاميذ والطلبة الى المؤسسات التعليمية والمعاهد والجامعات..

إنه لمقطع بطولي هو؛ خطاب أمير المؤمنين وهو يدعو بكل حزم وثبات الى انطلاق ملحمة المسيرة الخضراء.. ومقطع “اغنية ياعين الصحراء ياعين” للفنان عبد الهادي بلخياط؛ وهو مقطع مهيب من الفن الراقي والموسيقى الخالدة والايقاع الرعدي المزلزل والموقظ للشعور الوطني الأزلي..

2- إن “غرس الوطنية” مشروع كبير وسمفونية متكاملة ينبغي أن تتكامل وتتناغم فيه كل القطاعات والتخصصات الفكرية والتربوية والفنية والسياسية والرياضية والدينية ..كل يضع ( لبنة ) في معمار بناء و تعزيز الشعور الوطني في السيكولوجية المغربية الناشئة..

إننا امبراطورية عريقة وعظيمة اسمها المملكة الشريفة؛ وتحتاج وتستحق ان يعي كل المدبرين على المستويات النظرية والتطبيقية ( معنى) الانتماء الامبراطوري..

ففي البناء الامبراطوري كل شيء كبير وعظيم وفخم وباذخ..اي كل شىء يشع منه الكمال والجلال و الفخامة والرزانة والبطولة ولنتأمل البروتوكول الملكي عند استقبال الرئيس الفرنسي.. كل شيء يحيل على التميز من الجلباب الى الزربية الرباطية على ارضية المطار الى الايقاع الفني التقليدي الى النقش والزخرفة المعمارية للقصر الملكي وصولا الى مأذبة العشاء التي تحيل على أخلاق الكرم والذوق المغربي الفريد عالميا..و حتى ( الطائرة/ التكنولوجيا) فليعلم الجميع أن القطع المهمة في الطائرة أصبحت صناعة مغربية خالصة ونحن في البدايات..

3- إنني وأنا أقرأ خطبة الجمعة لهذا الاسبوع 01 نونبر 2024.. أدركت أن المؤسسة العلمية او ما نطلق عليه تاريخيا “مشيخة العلماء” منخرطة بحكمة وأناقة؛ في مشروع ( تجديد الوعي والسيكولوجية الوطنية) بما يستجيب لمقام الامبراطورية و شروط ازدهارها.. ومن هنا أحيي الاخوة في وزارة الاوقاف و الاخوة في المجلس العلمي الاعلى على هذه الراهنية والالتقاط والشفافية الادراكية والحس الاستباقي في الانخراط في مسيرة التغيير وتجاوز مرحلة التدبير.. كما جاء في خطاب مولانا امير المؤمنين بمناسبة عيد العرش..لقد أشار الخطاب السامي الى مرحلة ( التمهيد) و قد دخلنا اليوم مرحلة ( العرض)..

4- ولكن لم يكن أحد يتصور أن يكون العرض بهذه الفخامة والفجائية .. وأن يصرح الرئيس الفرنسي ماكرون؛ رئيس أكبر “امبراطورية علمانية في العالم” اسست فلسفتها على معاداة الميتافيزيقا والدين والمطلق؛ ان يقول من تحت قبة البرلمان المغربي ونقلا على الهواء الى مسامع الكرة الارضية :” عاشت المملكة المغربية..ان الضامن الوحيد والاوحد للاستقرار والامن والتقدم في المغرب هو النظام الملكي و هو المؤسسة اللكية وما ينضوي تحتها من مؤسسة امارة المؤمنين و مؤسسة المخزن..”..

5- إن هذا الإعلان إذا وضع في سياق الامبراطورية المغربية الشريفة منذ التآمر عليها والتخطيط لاضعافها مرورا بفرض الحماية عليها ثم نفي ملكها من أجل مسخ هويتها الروحية والحاقها بالسياق الثقافي الفرنسي..ثم بالتآمر على جغرافية المغرب بمحاولة فرض التجزئة العرقية و المناطقية عليه .. وصولا الى خنقه حضاريا باستعمال الجيران ضده.. كل هذه المؤامرات والدسائس تختم بكلمة الرئيس الفرنسي المذكورة سلفا.. إن هذا وحده مؤشر على ( قوة و فتوة الامبراطورية الشريفة) وجوهره إمارة المؤمنين..

تبقى إمارة المؤمنين هي الضامن للهوية وللاستمرار والوحدة و الاستقرار .. وقد جاء الاعتراف بذلك من امبراطورية العقلانية الديكارتية..

6- تحتاج المملكة الشريفة لنخب بوعي جديد بمقتضيات المرحلة ومن اهمها: “الجدية” كما بسطها امير المؤمنين في خطاب سابق.. واضيف في السياق ذاته ؛ نحتاج مواطن ذو “وعي تركيبي” يستطيع أن يربط بين سيميولجيا الاستقبال الملكي؛ وكلمات خطاب المسيرة الخضراء لجلالة الملك الحسن الثاني؛ و جمالية الفن الوطني الملتزم؛ وسجدة لاعبي المنتخب في مجريات كأس العالم.. ومضامين (خطبة الجمعة) حول المسيرة الخضراء..

بهذا (الوعي التركيبي)..سوف نسرع من الخطى للدخول الى عالم الامبراطوريات التي ( لا يجمع و لا يعقد أمر في العالم) إلا بحضورها و استشارتها.. وهو يوم قريب بإذن الله؛ وبشائره قد لاحت؛ كما أخبرنا العارفون بالله وأهل السر رضي الله عنهم..

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.