تعَرَّف الكوارث الطبيعة على “أنها كل متغير طبيعي يصيب الكون، أو الكرة الأرضية بشكلٍ عام، مما يقلل من سير الحياة بشكل طبيعي”، وهي أصناف: أمطار وعواصف وبراكين وزلازل، وهي كوارث لا دخل للإنسان فيها من حيث السببية في ظهورها ومنعها عن حيزه الذي يشغله على غرار الحرائق مثلا، لكن له يد في دفعها ورفعها، وخفضها بما وهبه الله له من قدرة، وألهمه من علم وحكمة، وذلك بالحد من تبعاتها، ومخلفاتها المادية والمعنوية.
هذا الأمر تثبته التجارب التي يخوضها الإنسان على التوالي، ومع ذلك تعجز كل المراكز والمعاهد المختصة بالرغم من تجارب متواصلة عن الإخبار بالتنبؤات، والاستشعارات الممكنة لتلقي مؤشرات حدوث هزات وارتدادت، كيف؟، ومتى؟، وأين؟
هذا الأمر يقود إلى الرجوع للقول يقينا: “إن الأمر بيد االله سبحانه وتعالى، وهو المدبر لكونه كيف شاء، استخلف فيه الخلق لعمارته ماديا وعمرانيا ودينيا، فالدين عمران بالمعنى الحقيقي، وهو الذي يمنح للحياة معنى ويوجهها نحو معالم ومدارج الرقي والتقدم للتطور العلمي والتكنولوجي.
فالدين والعلم يتفقان ولا يفترقان؛ إذ كم من آية قرآن كريم، أو علامة دالة كانت خلف إسلام العديد من أهل العلم التجريبي، وهو توفيق من الله تعالى لهم، مما يكشف عن وجود قدرة جليلة خلف ما يحدث، وهو الله سبحانه الواحد القهار الذي يدبر ملكه بالليل والنهار.
وقد تحدث العلم عن هذه الإشكالات في باب فقه الكوارث؛ حيث ورد أن “موضوع الكوارث هو بيان موقف الفقه الإسلامي من الكوارث، قبل حدوثها، وأثناءها، وبعدها.
وتبرز أهمية هذا الموضوع في بيان موقف الإسلام من الكوارث، أسبابها، وسبل درئها، والموقف المشروع قبلها، وأثناء الكوارث، وبعدها، لمن وقعت عليهم الكارثة، أو الذين يسمعون بها، ولحاجة إلى معرفة المسائل التي يجهلها كثير من الناس” .
وقد جاء هذا العمل الجماعي عقب خبر حدوث هزة أرضية بالمغرب رسميا يوم 8 شتنبر 2023م.
وما يزال المغاربة يتذكرون في العصر الحديث زلزال أكادير (29/02/1960م)، فزلزال الحسيمة (42/02/2004م) المدمرين، وفي سياقهما لم تكن التكنولوجيا متوفرة بالقدر الذي حصل في زلزال الحوز.
غلاف الكتاب : مداخل تقنية وسيميائية
تولى المرشد الديني الأستاذ الباحث في الرقميات وسيميولوجيا الصورة عبد الرحمان اولحسن العمل التقني والفني والدلالي بعناية كبيرة إذ رشحناه للمهمة فأعد غلاف المشروع وفق المطلوب منه مع إبداعه في ذلك بالتصميم والتنسيق بين الخطوط الموزعة بشكل هندسي دقيق على مساحة بصرية تمتزج وتلتقي فيها السماء بالأرض في إشارة إلى أن أمر الزلازل قدر مقدر أزليا منزل من رب السماء على أهل الأرض.
في تلك المساحة البصرية، وظف فيها معد ومصمم الغلاف فن ” الكاليغرافيا” وفق تنسيق الألوان على صورة ببعد دلالي وإيحائي تم اختيارها بدقة القصد منها دلالات اعتبارية تتأسس على التاريخ الديني المغربي ليضمن للمشروع أركانه في التسويق العلمي والأكاديمي في صفوف الباحثين والمهتمين باعتبار الغلاف كما لدي نظرية التلقي أولى عتبات المادة المضمنة بين دفتي العمل، وبذلك فهو أولى متلقى بصري يترجم المثل المغربي القائل: “أمارة الدار على باب الدار” وبذلك تلقي خطوط متنوعة في الغلاف منها: الخطوط الوظيفية والخطوط الفنية.
تسير الاختيارات التقنية والجمالية والدلالية والرمزية للغلاف في نفس المنحى الذي تسير فيه البحوث العلمية الأكاديمية للسادة الأساتذة العلماء الباحثين والتي تستمد مشروعيتها من مرجعية مشتركة متأصلة أسميناها بمرجعية خطاب الثوابت الدينية والوطنية لتلقي في محج “التمغربيت” من وجهات دينية وتاريخية وحضارية والتي تبرز في الخط المغربي : عنوان الكتاب : الزلازل في تاريخ المغرب والعنوان الفرعي : مقاربات تأصيلية تطبيقية ، ورمزية حضور العمران الديني : الصومعة الموشحة والموشومة بقطع هندسية منسقة ومنمقة تمتاح من التزويق والزخرفة المغربية مما برعت فيه يد الصانع المغربي في التعبير عن الهوية المتفردة بخصوصيات مغربية أندلسية : الفسيفساء والصومعة رمز المسجد الجامع حيث يقام التدين الجامع .
محتويات الكتاب: التفاصيل في المفاصل
ولبيان شيء مما يتعلق بالزلازل – والمناسبة شرط- يحضر العارفون في هذا المجمع البحثي، كل بتخصصه واهتمامه العلمي الأكاديمي ممن خبروا البحث العلمي عبر منصات رقمية، وحضورية؛ ليعرضوا لفقه الكوارث: الزلازل تحديدا، بالارتكاز على استثمار خطاب الثوابت الدينية، وذلك بلقائنا مع دراسات موضوعاتية وفق هذه الهندسة البحثية، مفتتحة بالدراسات العقدية التي يجيء في مطلعها بحث موسوم بـ: “معتقد الجماعة السنية في الزلازل والهزات الأرضية” للباحث الدكتور عمر اغبالو الذي يستحضر فيه الفكر العقدي السني المؤطر للحياة الدينية المغربية في باب الإيمان والاعتقاد في مشيئة الله وقدره، مما ينزل بالخلق فيورد كون “هذه الورقة ترمي إلى تقريب المعتقد الصحيح للمسلم نحو ظاهرة الزلازل، وغيرها من الكوارث؛ صونا لمعتقده من أن يتطرق إليه الشك، نتيجة الابتلاء الذي صاحبه ترويج الكلام الفاسد الذي طال بعض وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها حول هذه الظاهرة …، فاقتضى الأمر توضيح معتقد أهل السنة في هذا الباب، والتعريج على بعض معتقد غيرهم؛ تأسيا بهم في تنزيل وظيفة علم العقيدة الموضوع لبيان المعتقد الصحيح المؤسس على الأدلة النقلية والعقلية، ومقاومة الفكر المنحرف”، مؤازَرا بموضوع موسوم بـ”النظرة الاعتقادية إزاء الكوارث الطبيعية” للباحث الأستاذ الحسن الضعيف الذي اعتبر أن الزلزال امتحان واختبار، مما يجعل المرء يستسلم لقضاء الله وقدره، آخذا بالأسباب المشروعة لتخفيف وطأة ما حل ونزل، والأرضَ زلزل، فانفرق الفرقاء على حد تعبير الباحث إلى “تفسير الدين للزلزال الذي ضرب بعض الدول الإسلامية على أنه عقاب من الله، مع اختلاف في النظرة إلى ذلك، فأما التيار الأول، فيرى ذلك صراحة، ويدعو الناس إلى الاتعاظ والتوبة، ويستغل الفرصة لتوبيخهم، أو الشماتة بهم إذا كانوا من المخالفين، بينما يجمع التيار الثاني بين هذا المعنى، ورده أحيانا، متهما التراث الإسلامي بالعاطفة، ويعطي بالمقابل تفسيرات مادية لما يحدث، ومنهم من تراجع عن هذا القول الأول إلى القول الثاني، وأما التيار الثالث فيتهم الدين، أو التراث الديني حسب تعبيره؛ انطلاقا من نظرة الفريقين الأولين”.
ويلي الدراسات العقدية في الهندسة الدراسات الأصولية المقاصدية، فنالت حظها من هذا العمل العلمي الذي حصلت فيه تلقائيا التقائية تنبئ عن تشابك فقراته، وهكذا بحث الباحث هذا العنوان ” أثر القواعد المقاصدية في تيسير الأحكام الشرعية المتعلقة بالزلازل والهزات الأرضية” للباحث الدكتور أحمد الزكاف المرابط مشتغلا على نماذج تطبيقية؛ لاستثمار القاعدة الأصولية المقاصدية، في استيعاب الحكم الشرعي ذي صلة بفقه الكوارث والزلازل، ويقربنا الباحث من هذا الإشكال من خلال مورده قائلا: “ومن المعلوم أن هذه الزلازلَ تُسبِّب للإنسان حرجاً وضيقاً، ويترتب عليها الكثيرُ من المشاقِّ؛ ولذلك فإن الشريعةَ الإسلاميةَ جاءت برفع الحرج عن الأمة، فقال سبحانه: ﴿وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ﴾ [الأعراف: 157]؛ لأجل ذلك، اهتمَّ الفقهاء بفقهها، ووضعواْ لها قواعدَ لتيسيرها وتنزيلها”.
ثم تلى ما تقدم دراسات تاريخية، تسهم في كشف الجوانب التاريخية لكارثة الزلازل، وكان الموضوع الأول فيه موسوما بـ: “إسهامات المغاربة في التصنيف في الزلازل والكوارث، ثبت بيبليوغرافي ” للباحث الأستاذ حسين ايت الحاج، لفقد أوقفنا فيه على خريطة المكتبة المغربية المصنَّفة في باب الزلازل، والكوارث مفتتحا عرضه العلمي بقوله: “إذا كان الغرب والشرق تناولا قضية الزلازل بالتصنيف والتأليف، وبكتابات أكاديمية علمية، وببحوث قيمة رصينة، اشتغلت عليها الأفراد قبل المؤسسات، فما محل قُطرنا الحبيب الغالي من المساهمة في التصنيف حول ظاهرة الزلازل والكوارث التي ألمت بوطننا العزيز؟
ويواصل الباحث رسم خطواته البحثية في الحديث عن الخلفيات المستكنهة من وراء العمل قائلا: “…. وتوخيت من وراء هذا العمل، وإقدامي على هذه الفكرة جردَ المؤلفات المصنفة في الزلازل، وجمعها ودراستها دراسة أكاديمية علمية، تروم الحصول على الفوائد، واستخلاص المناهج المعتمدة في ذلك، وكيفية تفسير هذه الظواهر لدى القدماء والمحدثين، وذكر أخبارها وآثارها على الأفراد والمجتمعات”.
ولأن للتاريخ دورا في الكشف عن معطيات تخبرنا بالحالة التي سادت المجتمع وخاصة لحظة الزلزال يتدخل موضوع “الزلازل في تاريخ المغرب من خلال كتاب الاستقصا للناصري رحمه الله -أحوال وأهوال” للدكتور الباحث محمد الأبيض، وبحثه عبارة عن مباحث مفصلة، وعروض مؤصلة لتاريخ كارثة الزلزال على المغرب، بتوالي الدول المتعاقبة على حكمه، مستدركا على الاستقصا في ذكر مفصل عن المغرب الأقصى، نورد من كلامه في المقدمة حيث يقول: “فقد تناولت فيها ذكر الزلازل التي حدثت في المغرب حسب كل دولة، مع ذكر تاريخ كل زلزلة وآثارها، وقد استعنت ببعض الكتب والمصادر التاريخية لذكر بعض ما أغفله العلامة الناصري رحمه الله في الاستقصا”.
ومن الدراسات التاريخية إلى الدراسات التضامينة والتآزرية، فيواصل مؤلَّفنا هذا رحلته الحثيثة في الكشف عن تفاعل المواطن المغربي مع الأحداث من جوانب مادية عصبها الروح المعنوية والوطنية التي تحرك العواطف لمواجهة العواصف مهما حلت، ولو قلت، تعبيرا عن المعدن المغربي، الكبريت الأحمر، والذهب الخالص، فجاء الموضوع الأول موسوما بـــــــ:” القيم التضامنية عند المغاربة وتميزها في الكوارث والزلازل ” للدكتور الباحث العربي المزوز، وفيه يورد أنه “قد اخترت هذا الموضوع، لما رأيت من القيم التضامنية الإحسانية عند المغاربة التي نشأوا عليها، وجرت في عروقهم مجرى الدم، مما يعبر عن معدنهم الأصيل، وأخلاقهم النبيلة؛ لأن أخلاق الإنسان ومعدنه الحقيقي تظهر في الشدائد والأزمات، وليس هناك أزمات أشد من الزلازل والجوائح والكوارث التي تخلف خسائر في الأرواح والممتلكات، والبيئة، وغير ذلك، مما يستدعي تخفيف الآلام، وتقديم المساعدات للمتضررين وتعزيتهم، والتبرع لهم بكل ما يحتاجونه؛ ثم عززت هذه الدراسات ببحث آخر معنون بـــــــ: ” فقه المعاملات في الأزمات سلوك المجتمع المغربي في زلزال الحوز أنموذجا” للدكتور الباحث لحسن أبي القاسم؛ حيث يشير فيه بالقول: “شاءت إرادة الله أن يعرف بلدنا المغرب مجموعة من هذه الزلازل في عصور وعقود مختلفة، ولعل من أبزرها زلزال الحوز، في الثامن من شتنبر 2023، وهو الذي سيكون موضوع بحثي؛ لاستجلاء ما أبان عنه المجتمع المغربي من فقه المعاملات النابعة من عمق قيم الشريعة الإسلامية؛ من الأخوة والإنسانية بالتضحية والإيثار على النفس في مساعدة المتضررين والمحتاجين”، مستلهما من خطاب الثوابت الوطنية والدينية المؤطرة للفعل الديني والوطني والاجتماعي للمغاربة على الدوام.
وقد قدر الله تعالى أن يختم هذا العمل بدراسات عامة، بموضوع يبصم على إيقاع إنهاء مفاصل هذا العمل الجماعي، وقد جاء معنونا بــــــــ: “زلزال الحوز؛ الأحداث وما رافقها من الإحداث” للباحث الأستاذ محمد أكعبور، وهو عبارة عن جمع من الأحداث المتعلقة بزلزال الحوز، وما رافقها من الإحداث، مما تولته مؤسسات الدولة القطاعية، ومنها المؤسسة الدينية والعلمية، حتى يتيسر لكل باحث راغب الرجوع إلى ذلك بهذه الصيغة التجميعية؛ حماية وصونا من بتر هذه الجهود الجبارة المبذولة رسميا ومدنيا، والمنشورة في مواقع إلكترونية، أو عبارة عن أوراق تم تداولها للتعبئة التضامنية بين المغاربة في لحظة عصيبة مرت منها بلادنا؛ حيث التأم جمعها، واصطف خلف قائد الأمة أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله”.
شكر وعرفان : تجارب أكاديمية بحثية
هذا، وأشكر كل الباحثين الدكاترة منهم والأساتذة الزملاء _كل وتخصصه _ على إسهامهم، والضرب بسهامهم في مضامين هذا الكتاب الذي تولاه مشكورا صديقي وزميلي الدكتور الباحث أمين انقيرة بالتوجيه العلمي والتقني، وتتبع شأنه من فكرته حتى اكتمال آخر فقراته على توالي فتراته، فله مني كل الشكر والتقدير، كما أشكر صديقي وزميلي الدكتور الباحث عمر أغبالو على توليه قراءة ومراجعة الكتاب، وتصحيح ما يلزم مما لزم، وسهر في شأنه الليالي ذوات العدد، فله مني موفور التقدير، ومنتهى العرفان؛ إذ عمل بكل إخلاص وتفان.
وأحب أن أختم هذا التصدير بتذكير القراء الكرام، أنه قد سبق لبعض هؤلاء الباحثين من الأئمة المرشدين الدينيين، أن ألفوا كتابا طبع بحمد الله تحت عنوان: “الثوابت الدينية وما جرى به العمل دراسات نظرية ونماذج تطبيقية”، بتقديم الدكتور الفاضل والباحث في الدراسات والفكر الإسلامي والقيم سعيد شبار الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى.
كما لبعضهم إسهام فريد في كتاب جماعي مطبوع، يبحث في الموضوع ذاته _الثوابت الدينية _موسوم بـ: “إمارة المومنين بالمغرب… التأصيل والخصوصية والأثر” من تقديم فضيلة الفقيه الجليل العلامة الحاج محمد فاضل رئيس المجلس العلمي الجهوي لمراكش آسفي.
وها هو فريق من بعضهم كذلك باشر بالبحث والتداول العلمي في أمر جلل، حدث ببلادنا ممثلا في “زلزال الحوز، 8 شتنبر 2023 والمناطق الحدودية لارتكاز الهزة الأرضية في بحوث قيمة وعروض متكاملة، تتأسس على “مرجعية خطاب الثوابت الدينية والوطنية”، ليحتل الرتبة الثالثة في التأليف الجماعي للمرشدين.
وقد اخترنا لهذا العمل عنوانا، وهو “الزلال في تاريخ المغرب : مقاربات تأصيلية تطبيقية”، وازدان هذا العمل، واكتسب رونقه وجماليته، بتقديم شيخنا الجليل فضيلة الفقيه العلامة الحاج محمد منكيط رئيس المجلس العلمي المحلي لإقليم الصويرة_حرسها الله _ له، والذي أخصه باسم الفريق العلمي المساهم في المؤلف بجزيل الشكر، ووافر التقدير، ومد الاعتبار، والذي تفضل بتقديم هذا العمل، فوشحه بمقدمة استكملت مفاصل الكتاب، وعقدت فواصله، وهو في غمرة أعماله الموكولة إليه من السهر على الشأن العلمي والديني، وتنفيذ البرامج والخطط الدينية، التي منها مشروع خطة تسديد التبليغ بالصويرة، ذات المحاسن المشهورة، والمساجد المعمورة، راجيا من الله العلي القدير، أن يجازيه عنا _نحن مؤلفي الكتاب _كل الخير، وأن يوفق ويسدد خطوات من ساهم في بروز هذا الخير، مما يدخل في الذكرى مما به الله بلادنا ابتلى، فاللهم نجنا من كل سوء وابتلاء، والحمد لله نعم المولى والنصير، وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
الطبق الأديم في الحديث عن التقديم :
خط الحرف ووضع التنقيط من تقديم الحاج محمد منكيط
الكتاب هذا قدم له الفقيه العلامة الحاج محمد منكيط رئيس المجلس العلمي المحلي بالصويرة وكان أول الأمر قد سعد بذلك وشجع للمضي قدما وتعقب الخطوة قدما قدما .
إذ لما بلغ الكتاب أجله واستوفى الشروط العلمية باكتمال فقراته على طول فتراته حيث استغرق منا الأمر تنسيقا وبحثا ومراجعة حولا كاملا مذ كان فكرة حتى تحقق مشروعا فمددناه بالعمل ورقيا في يوم لقاء من لقاءات حلقات ميثاق العلماء التي صادفت يوم 7 شتنبر 2024 أي ليلة واحدة قبل حلول 8 من ذات الشهر المؤرخة للحدث ، فوليه ولاية الأم للرضيع وولاية الأب ولده بما يلزم مما لزم فوشحه بمقدمة استجمعت واستوعبت بحثا بحثا ومحورا محورا بل وفقرة فقرة فلخص ذلك في وشم تسلمناه من يده بمكتبه في كتاب فسميناه: تقديم الفقيه الجليل العلامة الحاج محمد منكيط رئيس المجلس العلمي المحلي للصويرة فكان هذا التقديم من الشيخ الجليل موشوما بشهادة عالم من علماء المغرب الوطنيين على عمل فتية آمنوا بالعمل العلمي البحثي الأكاديمي مما جعلهم يبرون بالدولة والوطن والعرش ومن انتدبهم للإرشاد الديني مما يتحققه معه للجماعة توجيه وإنشاد في الحياة الدنيا والأخرى .
وقد جاء فيه”وبعد؛ فلقد اهتز بلدنا العزيز المغرب، بحدث كبير، اقشعرت له الأبدان، واهتزت له الوجدان، وبلغت الروح الحلقوم؛ لحدث جلل، هم وعم الأقاليم العزيزة التالية: إقليم الحوز، تارودانت وبعض الأقاليم الأخرى؛ حيث كان الحدث جللا.
ففي لحظات قليلة، ودقائق وجيزة، انتقل من انتقل إلى الله، وأصيب من أصيب، وأصبح عدد من الشيوخ، والشباب، والنساء، والرجال تحت الركام، كما صار عدد من الجرحى والمعطوبين يحتاجون إلى العلاج، والمواساة، والطعام، والدواء، واللباس، والغطاء، والمأوى، كل ذلك يذكر بعظمة خالق هذا الكون القائل: “﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالَايَٰتِ إِلَّا تَخْوِيفاً﴾ [الإسراء: 59]، والقائل: “﴿وكم من قرية أهلكناها فجاءها بأسنا بيانا أو هم قائلون”﴾ [الأعراف: 4]، وانتقل إلى الله من مات، نرجو الله لهم الشهادة، وعجل الله بالشفاء للجرحى والمصابين، وأخلف خيراً لمن ضاع لهم مال، أو ولد، أو رحم”حتى قال ” وكما هو معلوم، أن علماء الأمة، هم من يهتمون بأمر الأمة عقديا، وإيمانيا، وخلقيا، واجتماعيا، وإنسانيا، فكان لشباب قدروا الأمانة نصحا للأمة، وحرصا ألا يغيب صوت العلم الشرعي من ذكر هذا الحدث؛ عبرة وذكرى؛ ودرسا للأجيال الحالية والآتية؛ وتنويرا لها، وشهادة حية على علو خلق المغاربة.
لذا، كانت مداخلات مجموعة من علماء شباب هذا البلد المؤمن، المحب للخير للأمة المغربية؛ لأنهم مغاربة أبناء هذا الوطن، يتألمون لما يتألم له إخوانهم، ويفرحون لما يفرحون، فكانت هذه المساهمة العلمية غنية وافية شافية.
ويعد هذا الملف، غنيا بما وظف فيه من فنون ومواد علمية، بأسلوب علمي رصين، وفكر ثاقب منفتح على الأفكار المعاصرة؛ إذ كانت الردود عليها ردودا علمية غنية بالأدلة العقلية والنقلية، بلغة العصر، ومصطلحاته ، وكل هذا يدل أن علماءنا مطلعون على فكر الغير، وتهافتهم، وانزلاقاتهم، وشطحاتهم، ويمكن أن أقول للقارئ الكريم: إنه سيجد في هذا الكتاب بغيته، وما يروي به عطشه وظمأه من الجانب العلمي، كما سيجد ضالته من يأتي بعد من شباب الأمة، والباحثين في صدور المؤلفات التاريخية أخبار من سبق؛ سيرا على سنن من مضى من علماء الأمة، الذين أرخوا لزمانهم؛ ليستفيد من يأتي بعدهم، ويطلع على نبأ من سلف ومضى.
وهذه هي الحياة، وتلك رسالة العلماء العاملين، والأمر الجميل في هذا الكتاب، أو الدراسة كما ذكر آنفا، ليس كتاب تاريخ لحدث جليل فقط، وإنما هو دراسة تاريخية اجتماعية، وظفت فيه مجموعة من الفنون العلمية ”
فواصل الكلام المثني على العمل بالقول” كما يجد الدارس أن السادة العلماء تناولوا الموضوع كل من ميدانه؛ هناك الجانب العقدي، والأصولي؛ أي: أصول الفقه، والتاريخي، والاجتماعي، والخلقي، وكما يقال: كل إناء يرشح بما فيه من خير، وعلم، وإيمان، وغيره، ووطنية صادقة. “، ليعرج على الثناء على عمل الأمة المغربية في لحظات تؤرخ للحدث وهي بتعبير الفقيه الجليل ” أمة لا يخشى عليها وعلماؤها مهتمون بشأنها، ويرعاها قائدها أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله بسياسته الرشيدة، وتوجيهاته السديدة…….
حفظ الله إمامنا المبجل، وأيده ونصره، وأقر عين جلالته بولي عهده الأمير الجليل مولاي الحسن، وشد أزره بشقيقه مولاي رشيد، وحفظ الله أمتنا في وحدتها، وعقيدتها، وجمع شملها، وأبقاها أمة مؤمنة بكتاب ربها، وسنة نبيها، معتزة بنهج أسلافها الصالحين الطيبين، وحفظ علماءنا الأكارم، ونفع بهم أمتهم، ودينهم، وأبقاهم نجوم الهدى، قادة هداة بهداهم نهتدي في رياض القرآن الكريم، وسنة نبيه الأمين، والحمد لله رب العالمين.”
ـــــــــــــــــ
ذ ـ محمد أكعبور:
مرشد ديني بإقليم الصويرة
باحث في الخطاب والإعلام الديني
مشرف ومنسق الكتاب
د ـ عمر أغبالو
مرشد ديني بإقليم العرائش
باحث في العلوم الشرعية
مراجع ومدقق الكتاب
المصدر : https://dinpresse.net/?p=21218