أصدر أستاذ التعليم العالي بجامعة ابن زهر بكلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور المهدي بن محمد السعيدي كتابا جديدا يتناول حياة وآثار العلامة الأديب محمد بن أحمد العتيق السليماني الإلغي، وهو صادر عن مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء.
يقع الكتاب المجلد في 800 صفحة من الحجم المتوسط، ويأتي ضمن سلسلة دراسات وأبحاث دأب المؤلف على نشرها، للتعريف بأعلام الفكر والثقافة والأدب المغربي.
ويأتي هذا الكتاب جامعا لترجمة وآثار الأستاذ محمد بن أحمد العتيق الكاتب، الذي تتلمذ عن العلامة محمد المختار السوسي في مراكش، قبل أن يقضي بقية عمره في التدريس والتربية بالمدارس العتيقة ثم بالمعهد الإسلامي بتارودانت وفروعه ثم بالتعليم العصري. كما اشتغل بموازاة ذلك بالوعظ والتوجيه، وكان عضوا بالمجلس العلمي لتزنيت، وبجمعية علماء سوس، وبرابطة علماء المغرب إلى أن وافته المنية سنة1417/1997 بمدينة تزنيت، وانتفع به مئات التلاميذ والطلبة، وآلاف الناس.
وقد حرر مؤلف الكتاب ترجمة واسعة شاملة للأستاذ العتيق، أورد فيها كل ما يتعلق بأصله ونشأته ودراسته، ثم أعماله في مجالات التربية والتعليم والوطنية حين نكّل به المستعمرون بسبب إسهامه في الدعوة إلى الاستقلال وجمع التوقيعات من أجل ذلك، كما أورد كل الآثار التي وقف له عليها من أشعار بلغ عددها 96 قصيدة وأرجوزة، وعدد من الرسائل، وثلاث رحلات إحداهما حجازية واثنتان داخليتان منهما بالخصوص رحلته إلى مدينة الداخلة لحضور حفل الولاء هناك سنة 1980، إضافة إلى محاضرات وخطب دينية وكلمات، وفتاوى ومناقشات وتقارير عدة.
والكتاب من خلال ذلك كله يمثل فكر وتصور علامة أديب مغربي من النصف الثاني للقرن العشرين، وما عاشه من ظروف وأحوال خلدها في شعره وتتبعها في نثره كما عبر عن موقفه منها انطلاقا من عقيدته الإسلامية قيمه الوطنية.
وقد نوه المؤلف في الكتاب بالمساعدة التي لقيها من أسرة العلامة العتيق حين وفرت له الاطلاع على خزانته ووثائقه الخاصة، التي كانت مادة الكتاب الأساسية، مما يمثل سعي أبناء الأسر العلمية العريقة لصون تراث أسلافهم من الضياع، ودعم جمعه ودراسته وتوفيره لأجيال الباحثين، إسهاما في دراسة أعلام المغرب علمائه وأدبائه، وتعريف الأجيال بما عاشه السابقون من مصاعب وتحديات وما قاموا به من أجل دينهم ووطنهم من خِدْمات جليلة، حقها أن تشكر بتخليد ذكرهم، وتدوين آثارهم.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=21235