تقديم: د.يوسف الحزيمري
صدر للباحثة الدكتورة “جميلة تِلوت” مؤلف جديد بعنوان: (في التدين المغربي: نظرات في العقيدة والفقه والسلوك) عن مطبعة أمين كراف –سلا طبعة 2019م في 245 صفحة من الحجم المتوسط.
توقفت فيه عند دين الإسلام في علاقته بالمجتمع المغربي والنظر في خصوصياته المنهجية والمعرفية، ويسعى الكتاب حسب الباحثة بشكل رئيس لبحث التدين المغربي وروافده العلمية التي تتوزع على مجالات ثلاثة، وهي: العقيدة والفقه والتصوف، مع التأكيد أن التدين المغربي يرتكز على هذه الأسس ولا يكتمل بها؛ نظرا لوجود مجموعة من المحددات الأخرى التي تتداخل مع هذه الروافد وتتفاعل معها من قبيل: الثقافات المحلية، والبيئات الخاصة والاعتقادات الأخرى، إضافة إلى ما راكمه المجتمع على اختلافه وتنوعه عبر التاريخ، وغيرها من العوامل التي تسعى إلى تتميم معمار هذا التدين وتكميله، وتتجلى في التعبيرات الفردية والجماعية.
وقسمت الدكتورة كتابها بعد التقديم، والتمهيد -الذي تناولت فيه مقدمات وممهدات عن التدين المغربي- إلى ثلاثة فصول: الأول تناولت فيه العقيدة الأشعرية بين الأمس واليوم، عالجته في ثلاث محاور؛ حيث عرفت في الأول بنشأة وتكوين أبي الحسن الأشعري، ومحددات السياق وإكراهاته: في الحاجة إلى فكر الأشعري، وفي المحور الثاني والذي عنونته بالمذهب الأشعري بين التشكل والتطور أضاءت فيه المراحل التأسيسية وقاربت التشكل مقاربة تكاملية، وفي المحور الثالث تحدث فيه عن تاريخ الأشعرية ودخولها إلى المغرب، وأعلامها، وترسيخها العلمي والسياسي، وفي المحور الرابع تناولت مميزات وخصائص العقيدة الأشعرية وأسباب ترسيخها، وفي المحور الخامس تحدثت عن تحديات وإكراهات العقيدة الأشعرية المغربية في الألفية الثالثة.
أما الفصل الثاني: فخصصته للمذهب المالكي في المغرب نظرات في المنهج والمعرفة من خلال أربع محاور؛ أولاها في تأسيس وانتشار المذهب المالكي، وثانيها في لمحة تاريخية عن المدرسة المالكية المغربية، وثالثها في خصائصها ومميزاتها، ورابعها في المذهب المالكي اليوم.
وخصصت الفصل الثالث للتصوف في المغرب نظرات في سلوك الجنيد، وهو أيضا في أربعة محاور؛ عرفت في الأول بالإمام الجنيد، وفي الثاني بالقضايا والأسس والسمات للفكر الصوفي عند الجنيد، وفي الثالث دخول سلوك الجنيد إلى المغرب، وفي الرابع تحدثت عن سمات ووظائف التصوف المغربي.
وفي الخاتمة نبهت الكاتبة على بعض الإشكالات المنهجية في بعض دراسات الاجتماع الديني المغربي، نظرا لغياب المعرفة العلمية بروافد التدين المغربي كما تقررت تاريخيا.
Source : https://dinpresse.net/?p=20895