تقديم: د. يوسف الحزيمري
صدر عن المجلس العلمي المحلي لإقليم شيشاوة (3) كتاب من الحجم المتوسط في (151) صفحة بعنوان: (وباء كورونا من المنظور الإسلامي أحكام ودروس)، من تأليف الإمام المرشد الأستاذ “حسن أيت همو” وتقديم رئيس المجلس العلمي المحلي لشيشاوة الدكتور “عبد الحق الأزهري”، عن المطبعة والوراقة الوطنية بمراكش في طبعته الأولى لسنة 2021م، وهو البحث الحاصل على جائزة المجلس العلمي المحلي لإقليم شيشاوة الإقليمية لإبداع المرشد والمرشدة زمن الجائحة.
ولا يخفى على القارئ أهمية الكتاب وراهنيته خصوصا ونحن نعيش فترة وباء كورونا، وعودة المتحورات مثل أوميكرون وغيره، ومن ثم كان لزاما على أهل العلم أن يساهموا في التحسيس بخطورة الأوبئة على المجتمع وتداعياتها على الضروريات الخمس، وهو ما اضطلع به العلماء قديما من الناحية الشرعية والطبية وغيرها.
وحديثا قامت المجالس العلمية بالمملكة المغربية بجهود مشكورة وبدور رائد في مجابهة هذا الوباء، ومنها المجلس العلمي المحلي لإقليم شيشاوة باعتبار الرسالة العلمية التي يحملها وانخراطا منه في القضايا التي تشغل المجتمع وتشجيعا منه للبحث العلمي الأكاديمي أطلق جائزته الإقليمية لإبداع المرشد والمرشدة زمن جائحة كورونا، والتي قررت لجنتها أن البحث الذي تقدم به الإمام المرشد “حسن أيت همو” موضوع هذا التقديم هو الفائز بالجائزة، بناء على كونه “بحث متكامل إذ بين فيه الباحث تعاليم الإسلام في مواجهة الوباء، وكشف آثاره الواقعية، والدروس التي يجب أخذها والاستنارة بها من هذا الوباء، مبرزا التدابير الشرعية والعلمية والنفسية التي سنتها الشريعة الإسلامية لمواجهة الأوبئة موضحا الدروس الإيمانية والفقهية والاجتماعية المستفادة من هذا الوباء بأسلوب علمي رصين ولغة تبين عن مستوى صاحبها العلمي”.
وقد انطلق المؤلف في كتابه من إشكالية حاول جهد المستطاع الإجابة عنها وهي: ما هي التدابير التي سنتها الشريعة الإسلامية للوقاية من الأوبئة والأمراض؟ وهل لظرفية الوباء أحكاما مميزة عن الأحوال العادية؟ وما هي الدروس التي يمكن استفادتها من حال الوباء؟
ومن ثم قسم بحثه إلى فصلين الأول عنونه بأحكام الوباء في الشريعة الإسلامية تناول في مباحثه التدابير الشرعية العملية المباشرة للوقاية من الوباء، وغير المباشرة للحفاظ على الصحة، والتدابير النفسية في التحصين من الأوبئة.
والفصل الثاني: وسمه بدروس من وحي الزمن الوبئ، تطرق فيه للدروس الإيمانية، والدروس الفقهية، والدروس الاجتماعية.
وفي الخاتمة خلص الباحث إلى أن العزل الصحي للمناطق الموبوءة سنة إسلامية بنص الحديث النبوي، واتقاء العدوى واجتناب مضان الإصابة بالمرض أدب صحي نبوي، والإسلام أمر بالتداوي وتجنيب العدوى عن المسلمين إذا علم الإصابة، وأحكام الشريعة كلها لا تخلو من ملامح مراعاة مقصد حفظ الصحة بدءا بأحكام العبادات وانتهاء بالآداب العامة، وأن الذكر والدعاء كونهما يقويان الصلة بالله بابان عظيمان من أبواب التحصين والحفظ من الآفات، وأن أنواع التوسلات المواظب عليها في الشدائد تظهر جانبا من تعلق الأمة المغربية بالدين الإسلامي وبالتصوف السني، وأن الوباء كونه ابتلاء وامتحانا من الله مشتمل على دروس إيمانية تخفف وقعه وتلطف نزوله بساحة المؤمن، وأن زمن الوباء اقتضى تجدد مسائل فقهية لها في ثنايا الشريعة الإسلامية السمحة أصول ونظائر، وأن الوباء كونه ظاهرة أسفر عن مكامن الخلل والقوة في المجتمع وظرفيته الحرجة فضحت بعض ماكان مستورا في الأزمنة العادية، مما يستدعي الوقوف عنده والتأمل في حقيقته.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=16895