كتاب جديد للباحث الأمريكي صامويل روس، بعنوان: تفسير القرآن والمنعطف الكتابي: تاريخ تفاعل التفسير الإسلامي مع الكتاب المقدس. (طبعة 2025، وجاء في 325 صفحة. وكان الكتاب قد صدر بلغته الأصل عام 2024)، وفي ما يلي،نبذة عن الكتاب.
لقد وُصف القرآن الكريم والكتاب المقدس بأنهما “كتابان متداخلان”، إذ يستحضر القرآن سرديات العهد القديم على نحو يفوق حتى سرديات العهد الجديد. ولكن ما هو تاريخ تفاعل التفسير الإسلامي مع نصوص الكتاب المقدس؟ في استقصاء شامل يشمل 170 تفسيرٍ للقرآن، يقدم صامويل روس أول تحليل تاريخي شامل لحضور الكتاب المقدس في التفسير.
يُثبِت روس أنه رغم الترجمة المبكرة للكتاب المقدس إلى العربية، ورغم وجاهة الجمع بين الكتابين في القراءة، وكثرة الأدلة النصية الداعية إلى ذلك، فإن غالبية المفسرين المسلمين في العصور السابقة لم يرجعوا إلى الكتاب المقدس مباشرة، بل اعتمدوا على نقول شفهية ومصادر ثانوية. غير أن القرن التاسع عشر وما تلاه شهدا انعطافًا حاسمًا، حيث أقبل المفسرون المسلمون—على اختلاف مشاربهم المذهبية والفكرية—على قراءة الكتاب المقدس واستلهام مضامينه على نحو لم يُعهد من قبل.
ومن خلال دراسات حالة معمقة، وسياقات تاريخية غنيّة، يتتبّع روس هذا الانعطاف اللافت، الذي لم يؤدِّ إلى بلورة رؤى إسلامية جديدة حول الكتاب المقدس فحسب، بل أسهم كذلك في إنتاج تأويلات غير مسبوقة للقرآن الكريم نفسه.
حظي هذا الكتاب بتقدير علمي واسع، ونال جائزة BRAIS – De Gruyter السنوية لدراسات الإسلام والعالم الإسلامي، ليكون محطة بارزة في دراسة التفسير الإسلامي وعلاقته بالكتاب المقدس.
وعن هذه الدراسة يقول الأستاذ في الدراسات الدينية والباحث في تفاسير القرآن وليد صالح:
“قبل تحليل روس، لم يضطلع أحد بدراسة شاملة تتناول كيف استعمل المسلمون الكتاب المقدس في تفسير القرآن، ’لقد قدّم لنا خلاصةً ومسارًا لم يكونا موجودين من قبل، وهذا يمنحنا فهمًا أفضل لكيفية سردنا لهذا التاريخ”.
جدير بالدكر، أن صامويل روس، هو أستاذ مساعد في قسم الدراسات الدينية بجامعة تكساس كريستيان، وأحد أبرز الباحثين الأمريكيين في دراسات القرآن، متخصص في الدراسات الإسلامية وتفسير القرآن الكريم.