إيمان شفيق
صدر مؤخرا كتاب “أسير الآلهة: الدين ونشوء العلوم الاجتماعية” من تأليف البروفيسور كوامي أنتوني أبياه، عن مطبعة جامعة ييل.
مؤلف الكتاب هو أستاذ الفلسفة بجامعة لورنس إس روكفلر وفي مركز القيم الإنسانية بجامعة برينستون، وذلك قبل الانتقال إلى جامعة نيويورك في عام 2014. يعمل الآن في قسم الفلسفة وكلية الحقوق في جامعة نيويورك. كما يشغل حاليا منصب رئيس مركز “بن أمريكان سنتر”، الذي يدعم المنح الدراسية الأدبية الدولية والتعبير الحر، جنبا إلى جنب مع ما يزيد على 140 مركزا من مراكز “بن” حول العالم، كما أنه عضو في الأكاديمية الأمريكية للفنون والآداب.
يستكشف المرلف كوامي أنتوني أبياه كيف طور علماء الاجتماع الأوائل فهمنا الحديث للمجتمع من خلال نظرياتهم حول الدين.
كما يجادل المفكر الشهير كوامي أنتوني أبياه بأن أسس العلوم الاجتماعية الحديثة بُنيت على دراسة الدين. ومن خلال التعمق في التيارات الفكرية في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، يبحث في كيفية تعامل المفكرين المؤسسين— وخاصة إدوارد بيرنت تايلور (1832 – 1917)، وإميل دوركهايم (1858 – 1917)، وجورج زيمل (1858 – 1918)، وماكس فيبر (1864 – 1920)— مع مفهومي المجتمع والدين كفئتين مترابطتين. يوضح أبياه كيف أن جهودهم لتعريف الدين، أو التهرب من هذه المهمة، تكشف عن قوة وحدود الفكر الاجتماعي بطرق لا تزال قائمة بين المنظرين اليوم. لم يكن الدين مجرد موضوع للدراسة، بل كان إطاراً من خلاله أسس علماء الاجتماع الأوائل علم الاجتماع كتخصص أكاديمي.
يفحص أبياه أيضا الأعمال الأحدث في كل من السوسيولوجيا التفسيرية وعلم النفس التطوري والمعرفي حول الآليات التي تتشكل من خلالها معتقدات وقيم المجتمعات، مع التأكيد على الأهمية الدائمة لهذه النقاشات السابقة للفكر الاجتماعي المعاصر. وعلى مدار الكتاب، يمزج بين السرد القصصي والتحليل التاريخي والتأمل الفلسفي ليُظهر كيف أن أفكارنا حول المجتمع والثقافة قد صيغت، ولا تزال تُصاغ، في حوار مع الأسئلة الدينية.
التعليقات