إصدار: التغذية دون تدمير.. موجز صغير عن العولمة
إيمان شفيق
في محاولة لفهم التناقضات الخاصة بالزراعة وتجاوزها، يتطرق هذا الكتاب واقع الظاهرة في فرنسا وأماكن أخرى في أوروبا. وكذلك إلى الصين، البرازيل، مصر، أوكرانيا، مع زيارة مزارع ومزارع للحيوانات بأحجام مختلفة، ومختبرات واعدة، وعقد لقاءات مع شخصيات بهدف التفكير الجماعي في تحقيق الحلم التالي: تغذية عدد أكبر من البشر دون تدمير كوكبهم.
خلُص الكتاب إلى أن حوالي 10٪ من سكان العالم هم تحت خط الفقر ولا يأكلون حتى الشبع. هذا لا يهم فقط الدول الأقل نموا، بل يشمل أيضا الدول الغنية. على سبيل المثال، جمعية “مطاعم القلب” لديها اثنان وسبعون ألف متطوع قدموا مائة وواحد وسبعين مليون وجبة خلال العام 2022-2023.
لقد انقطعت الصلة بالغذاء الطبيعي عند نسبة كبيرة من المواطنين، ولم نعد نعرف مصدر الحبوب والحليب واللحوم والخضروات. وهكذا، لم يعد الأطفال اليوم يستطيعون تمييز الدجاج عن سمك القد، فكلاهما أبيض، متخفٍ وراء تحضيرات مغطاة بالخبز بشكل موحد، كرات اللحم والأسماك المقلية، هذه الكتل من اللحم المعاد تشكيله تُفضل على شرائح اللحم التقليدية، التي تتطلب مضغا أكثر.
الملاحظ أيضا أن غذاء اليوم انفصل عن الطبيعة، وعن الدورات الطبيعية، مع أن هذه الأحيرة هي التربة، والفصول، والحيوانات، لكن، لم يعد المزارعون يحترمون دورة الفصول، مقابل استهلاك المواطنين منتجات فائقة المعالجة. لقد فُقدت الصلة بين الغذاء ومصدره، ولم يعد الغذاء سوى مجرد منتج استهلاكي، معرض للإفراط في الاستهلاك.
من المشاكل أيضا، أن هناك فورة في استيراد المزيد والمزيد من الأطعمة، بما في ذلك المنتجات الأساسية للتراث الغذائي المحلي. قدوم الحنطة السوداء المستخدمة في الفطائر البريتونية من الصين، معظم العدس لدينا من كندا. في البرازيل، الزراعة المكثفة للغاية ترش المبيدات عبر الطائرات، مما يسبب أضرارا هائلة. المنافسة غير العادلة تهدد الزراعة.
التعليقات