17 يونيو 2025 / 18:31

إسرائيل ونقل المعركة إلى الداخل

زعيم الخيرالله
الحروب التي خاضها الكيان الصهيوني كانت حروباً خاطفةً وقصيرة الأمد، وكانت فيها إسرائيل دائماً منتصرة. هذه الحروب الخاطفة والمحدودة في الزمان والمكان عملاً بوصية أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني بن غوريون التي أكدت على ضرورة خوض الحروب في ساحات الأعداء.

ففي حرب الـ 67، التي أطلق عليها حرب الأيام الستة كانت حرباً خاطفةً، خاضتها مصر والعراق وسوريا والأردن وأدت إلى احتلال الصهاينة لسيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان. قبل حرب ال67 كانت حرب ال56 التي استمرّت 9 أيام.

وحرب 73 حرب اكتوبر، وحرب ال82 على لبنان، كل هذه الحروب كانت تخوضها دويلة الاحتلال على أراضي الغير خارج الارض التي اغتصبتها من الفلسطينيين. وكانت الحروب فيها خاطفة وسريعة ومحدودة تنتصر فيها اسرائيل على العرب.

أما اليوم فالحرب التي تخوضها الجمهورية الإسلامية ضد الكيان الصهيوني، حرب مختلفة، فهي ليست حرباً يخوضها أصدقاء وحلفاء ايران ضد الصهاينة بل حرب مباشرة تخوضها إيران ضد الصهاينة، وهذه الحرب نقلتها ايران إلى عمق الكيان المحتل، فإسرائيل التي اعتمدت عقيدة “الضربة الكاسحة” ووجهت ضرباتها إلى داخل ايران وقتلت قادة الحرس الثوري وكبار القادة وعلماء إيران النوويين، وتصورت أنها قضت على كل مصادر قوة إيران، فاجأتها ايران بالرد المزلزل ناقلةً المعركة إلى عمق الكيان المحتل بضربات موجعة معتمدة عقيدة قتالية أخرى وهي عقيدة “الاستنزاف المنضبط”، نقل المعركة إلى داخل الكيان الصهيوني وهزه من أعماقه واستنزاف قدراته وإذلاله يربك حسابات العدو وخططه.

وهذه العقيدة القتالية أشار اليها الإمام علي في نهج البلاغة: (إغزوهم قبل أن يغزوكم، فوالله ماغزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا).

نسأل الله أن يذل الصهاينة، ويحقق النصر الموعود على الكيان الغاصب لأرضنا المنتهك لكرامتنا، الذي يمارس القهر والإذلال لشعبنا الفلسطيني.