كدَأْبِ إذاعة وقناة محمد السادس للقرآن الكريم خلال شهر رمضان المبارك، ورغبةً منها في تلبية الاحتياجات المتزايدة للمغاربة إلى البرامج الدينية والفقرات الروحية خلال هذا الشهر العظيم؛ واعتباراً للارتفاع الملحوظ الذي يعرفه الإقبالُ على هذا النوع من الإنتاج الإعلامي في هذه الأيام التنسُّكِيّة الربانية، يؤكّد الأستاذ محمد بنوار، مدير إذاعة وقناة محمد السادس للقرآن الكريم، أنه تمَّ إعداد شبكة برامجية إذاعية وتلفزية غنيّة ومتنوعة، مثلما تمَّ إنتاجُ برامج جديدة تُعرضُ لأول مرّة، قصدَ إرواء العطش الروحي لمغاربة الداخل والخارج وسائر من يُتابع الإذاعة والقناة، وإمدادِهم بما يُغذي فيهم المعرفة والسكينة والإقبال على التدين، ويساعدهم على التثمير الروحي والأخلاقي لتعلُّقهم بالقرآن الكريم ولصيامهم وقيامهم خلال هذا الشهر المبارك؛ وذلك في ضوء الثوابت الدينية المغربية عقيدةً وفقهًا وسلوكًا، وباستلهام الخصوصية الثقافية والروحية والجمالية لعمل أهل المغرب في التدين، تحت ظل مؤسسة إمارة المومنين باعتبارها الحاضن والحامي لتلك الثوابت وهذه الخصوصية.
هكذا، وعلى المستوى التلفزي، قامت قناة “السادسة” بتسجيل جديدٍ لتِلاوات قرآنية جماعية بمختلِف ربوع المملكة، توثِّق لأبرز الصيغ المغربية للتلاوة الجماعية؛ حيث سجلت الحزب الراتب بالصيغ السوسية والجبلية والدكالية؛ وفي برنامجها تسجيل التلاوات القرآنية الجماعية بغيرها من الصيغ المغربية كالحسانية والفيلالية والسهلية..إلخ. وسينطلق بث هذه التلاوات خلال هذا الشهر الفضيل، ببَثِّ الحزب الراتب مَتْلُوًّا بالصيغة السوسية من تزنيت. وفي نفس الأفق ستَعرض الإذاعة وقناة محمد السادس لتسجيل جديد للمسيرة القرآنية الرمضانية بصوت القارئ محمد السايد. أضف إلى ذلك أن “السادسة” قد عملت على تجديد الحُلّة الإخراجية والجمالية لحصص القرآن المرَتَّل بصوت القارئ المغربي الأصيل المرحوم الحاج عبد الرحمن بن موسى، وكذا للتفسير المتميز للعلّامة المرحوم المكي الناصري، باعتباره واحداً من علامات تميُّزِ تفسير علماء المغرب للقرآن الكريم في الزمن الإعلامي الحديث.
وضمن جديد برامج “السادسة” أيضا، خلال موسم رمضان لعام 1443هـ، برنامجٌ يومي روحي بعنوان “قوت القلوب”، وابتهالاتٌ جديدة، وحصصٌ مغربية في المديح والسماع سُجّلت لمجموعات مديحية متنوعة من مناطق مختلِفة من المملكة المغربية الشريفة (شفشاون، طنجة، قلعة السراغنة، أبي الجعد، مداغ، وجدة…)؛ هذا فضلا عن البث اليومي للدروس الحسنية الرمضانية، والعناية بمختلِف البرامج المرسِّخة للقيم الإسلامية الرفيعة والأخلاق المحمدية النموذجية، مثل برنامج “مكارم الأخلاق” أو برنامج “اهتداء واقتداء”؛ وكذا البرامج التفاعلية التي تُجيب عن أسئلة المواطنين في شؤون الدين مثل برنامج “يسألونك”؛ والبرامج ذات النفس الجمالي الروحي المتوهّج مثل “محبرة الأولياء”؛ والبرامج الموجَّهة للأطفال مثل “أطفال متسابقون”، أو تلك الموجَّهة للشباب مثل “مع الشباب”؛ هذا ناهيك عن البرامج الدينية ذات التعدد اللهجي، كتلك التي تُقدم بالأمازيغية بروافدها الثلاثة. فيما تمَّ تجديدِ الديكور والوجوه والإخراج في عدد من البرامج التي عرفت نجاحا خاصا على قناة “السادسة”.
أما على مستوى الإنتاج الإذاعي، فقد أوضح السيد بنوار أنه عَلاوة على الطّفرة الخاصة والحيوية الاستثنائية اللذين تعرفهما مختلِف فقرات الإذاعة استجابة للعوالم الروحية وخصوصيات التلقي التي تُميِّز هذا الشهر الفضيل، فإن إذاعة محمد السادس للقرآن الكريم قد أنتجت برامج وفقرات جديدة تُعرض للمرة الأولى خلال في هذا الشهر المبارك.
وفي هذا السياق، وبالإضافة إلى تسجيل المسيرة القرآنية الجديدة، وتسجيلِ قراءات قرآنية فردية جديدة لكبار القرّاء المغاربة، مع العناية أساسا بالطريقة المغربية في تجويد القرآن الكريم وترتيلِه، وانطلاقِ بث التلاوات الجماعية للحزب الراتب بالصيغ المغربية، وبثّ التسجيلات الحديثة في حصص المديح النبوي والسماع الصوفي لمجموعات متنوعة من مختلف مناطق المملكة، وكذا تسجيل ابتهالات جديدة بأصوات مغربية شجية استثنائية؛ وفضلا عن بث الدروس الحسنية الرمضانية والدروس الحديثية البيانية والتفاعلية، وتكييف مختلِف الفقرات والبرامج مع خصوصية هذا الشهر الكريم، أكَّدَ السيد بنوار أنه تمَّ إنتاجُ برامج إذاعية متميّزة بهذه المناسبة؛ مثل فقرة “نور على نور” الخاصة بشهر رمضان الفضيل ضمن برنامج “نسمات الصباح”؛ أو برنامج “إشارة وبشارة” الذي يتتبع بشارات لها دلالات في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، أو برنامج “مشاهد من سماحة الشريعة” الذي يكشف عن معالم التيسير في الشريعة، ويُبرز الوجه المشرق لجمالية الدين وسماحته؛ أو برنامج “تذكّر واعتبار في أحاديث الرسول المختار” الذي يتناول أبواب التربية الإيمانية والأدب والسلوك انطلاقا من أحاديث نبوية شريفة، أو برنامج “سلامة الأبدان”، وهو برنامج حواري خدماتي يستضيف أطباء ومختصين لتحسيس المستمعين بأخطار بعض المشاكل الصحية وإرشادهم إلى طرق الوقاية منها…إلخ.
وأضاف السيد بنوار أن البعد الإفريقي حاضرٌ بتألق في برامج إذاعة وقناة محمد السادس للقرآن الكريم خلال هذا الشهر الكريم، وذلك تجاوبا مع العناية المولوية السامية بالعمق الإفريقي للتديّن المغربي وبالأفق الإشعاعي لمؤسسة إمارة المومنين. ويظهر هذا التجاوب في عدد من الفقرات والبرامج المواكِبة لأنشطة “مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة”، وكذا في عدد من حصص القراءة الجماعية للقرآن الكريم، والإنشاد الجماعي للقصيدة الشقراطيسية ومتن ابن عاشر وحصص المديح النبوي، والتي سجّلها لفائدة الإذاعة والقناة طلابُ وطالباتُ “معهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات”، مغاربةً وأفارقة.
وفي الختام، تَوجَّه السيد بنوار بالشكر الجزيل والثناء الجميل إلى كل الجهات والمؤسسات والسلطات المحلية في كل ربوع المملكة، والتي ما تفتأ تقدِّم يدَ المساعدة لطواقم الإذاعة والقناة لإنجاز مختلِف مشاريعها وبرامجها الوطنية في أحسن الأحوال والظروف؛ مؤكِّدا أن إذاعة وقناة محمد السادس للقرآن الكريم لا تذّخر جهدا واجتهادا لتكون في مستوى تطلعاتِ متابعيها ومحبِّيها داخل المغرب وخارجَه، ولا سيما خلال المواسم الدينية المتميزة كما هو شأن شهر رمضان الفضيل؛ وذلك بما يُرسِّخ المعالم الرئيسة للممارسة الدينية المغربية الأصيلة، وما تتميَّزُ به من ثقافة روحية متفرّدة، تعكسُ قيم الوسطية والاعتدال والسماحة والرحمة والجمالية والانفتاح الكوني. وهو ما يحظى بعناية ورعاية وحماية مولانا أمير المومنين الملك محمد السادس نصره الله، والذي تفخَرُ هذه المؤسسة الإعلامية المغربية بحمْل اسمه المولوي الشريف.
Source : https://dinpresse.net/?p=17034