محمد جناي
كانت الانطلاقة الفعلية لأكاديمية دراسات اللاجئين سنة 2010 لتحمل على عاتقها تدريس القضية الفلسطينية عموما وقضية اللاجئين الفلسطينيين بشكل خاص، للتعريف باللاجئين وحقوقهم المغتصبة، وعلى رأسها حق العودة، وتتجلى أهمية الأكاديمية في طريقة التعاطي مع قضية اللاجئين الفلسطينيين، وذلك بشكل أكاديمي متميز، وفي الوقت نفسه تخدم حق الشعب الفلسطيني بأرضه، وتشكل حراكًا ثقافيًا حول ثقافة العودة، وتخدم فئات كبيرة من العرب والمسلمين والأوروبيين من خلال إطلاعهم على تفاصيل هذه القضية.
وهي أكاديمية غير ربحية تهدف لتثقيف وتوعية وتأهيل الفلسطينيين والعالم بالقضية الفلسطينية من خلال أحدث نظريات التعليم والتدريب والوسائل التقنية، يقدمها متخصصون ذوو خبرات أكاديمية ومهنية. وتقدم خدمات ومنتجات ومناهج متميزة تساهم في خدمة القضية ومجالات التطوير والتنمية.
ويشكل التعليم أحد أهم المرتكزات في نهوض الدول وتقدمها ويسهم بشكل كبير في تشكيل وعي حقيقي، كان لزامًا على الأكاديمية المختصة الوقوف على كل ما يساعدها من أجل مواكبة تقنيات العصر باستخدام أفضل وآخر أنظمة التعليم الإلكتروني التي تتوافق علميًا وفنيًا مع المواصفات العالمية في المجال نفسه، ومع تقدم التكنولوجيا والاتصالات الإلكترونية، تحول التعليم عن بعد إلى تعليم باستخدام الحاسوب، والإنترنت، والوسائط المتعددة لتحقيق أقصى قدر من الفاعلية، وهذا كله شكّل الثورة في مجال تكنولوجيا المعلومات.
وهي- أي “أكاديمية دراسات اللاجئين”- جاءت لتسخّر إمكاناتها وطاقاتها العلمية والفنية في تقنية المعلومات في مجال التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، وتوظيفها لخدمة القضية الفلسطينية داخل فلسطين وخارجها، آخذة على عاتقها مسؤولية التخصص في المجال نفسه، وذلك من خلال توفير الخبرات والمهارات اللازمة والمتخصصة، حيث تحوي المنصة منظومة متكاملة لإدارة التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد وإنتاج المقررات الرقمية، هدفها مساعدة المواطن العربي، نحو تحقيق تعليم تفاعلي متكامل من محاضرات مسجلة ولقاءات افتراضية مباشرة واختبارات إلكترونية بأنسب الحلول الذكية المتوافقة مع معايير الجودة الأكاديمية، خصوصًا في ظل الظروف الراهنة إلى تفعيل نظم تعليم حديثة يمكنها مواكبة تقنيات العصر باستخدام نظم التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد.
ساهم العالم الافتراضي في تقديم العديد من طرق التعليم الحديثة، ومن أهمها توفير وسيلة التعلم عن بُعد، وتعرف بأنها: وجود مجموعة من الأفراد الذين يتواصلون معًا، بالاعتماد على شبكة الإنترنت كوسيلة للتعليم، بناءً على اتفاق مسبق على موعد عقد المحاضرة الدراسية، وعلى المكان الذي سيتم تقديم المادة التعليمية فيه، لذلك يُعد العالم الافتراضي مساهمًا في توفير الأدوات التعليمية الرقمية، التي تجعل المتعلمين، والمعلمين يتبادلون الحوار والنقاش كأنهم في مكان واحد.
ومن أجل استيعاب وتسهيل الكم الهائل من الراغبين في التعليم والتدريب ونتيجة للتطورات الحديثة في تكنولوجيا المعلومات وثورة الاتصالات تداعى نفر من التربويين والاختصاصيين إلى التفكير بإيجاد وسائل أخرى للتعليم المفتوح والتعليم عن بعد.
المنتظر من هذه الأكاديمية الرائدة؛ المساهمة في تذليل الصعوبات والعقبات التي تعيق التوسع في التعليم عن بعد في الأقطار العربية، والتنسيق الفعلي لبرامجه، وتزويد المواطن العربي بالمعارف والمهارات الكفيلة بتطوير قدراته، والمساهمة في بناء شخصية عربية ذات ثقافة موحدة، تجتمع فيها عناصر الأصالة والإبداع، كي تستطيع هذه الشخصية مواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين بكفاءة واقتدار.
و من مميزات التعلم عن بعد أولا: الملاءمة؛ فهو يناسب كافة الأفراد سواء كان محاضرًا أو طالبًا. تليها: المرونة والتي تتمثل بإتاحة المجال والخيارات أمام الطالب وفقًا لرغبته في المشاركة. ثالثها: التأثير، إذ يمتاز بتركه تأثيرًا وفاعلية أكثر من نظام التعليم التقليدي لدى الطالب؛ وذلك بما يستخدمه من تقنيات حديثة.
ونشير في هذا الصدد وهو جوهر كتابة المقال إلى أن الأكاديمية تتميز بتقديم العديد من الخدمات أهمها :
أولاً: النظام الإداري الإلكتروني الشامل:
يتم توفير نظام إداري إلكتروني شامل، يمكن من خلاله إدارة كافة أعمال الأكاديمية والتي منها على سبيل المثال لا الحصر:
إدارة أعمال القبول:
والتي من خلالها يمكن القيام بكافة أعمال قبول المتقدمين الجدد بدءًا من قيام المتقدم بتقديم الطلب مرورا بالتعامل مع الطلبات وفحصها، وصولا إلى إصدار إشعارات القبول أو الرفض، إلى أن يصبح المتقدم طالبًا منتظمًا فعلا على النظام.
إدارة أعمال التسجيل:
التي من خلالها يمكن ضبط الأعمال الأكاديمية من الناحية الإدارية على النظام؛ كإنشاء التخصصات والمواد الدراسية، بالإضافة إلى تسجيل الطلاب في الدبلومات المقترحة، وإدارة طلبات التأجيل والانسحاب وغيرها من الأمور المتعلقة بأعمال التسجيل.
إدارة أعمال الامتحانات:
يمكن من خلالها تنفيذ وضبط الأعمال الأكاديمية للامتحانات من الناحية الإدارية على النظام، وإعداد ونشر جداول الاختبارات، وضبط الإعدادات الإدارية للاختبارات، وإدارة المشرفين والمراقبين والميسرين، ومتابعة تنفيذ الاختبارات، وإدارة أعذار الاختبارات، والاختبارات البديلة، وأعمال التصحيح وإعلان النتائج.
إدارة الشؤون الأكاديمية:
القيام بأعمال التنسيق والمتابعة لجميع الأعمال الأكاديمية التي تتم في التعليم عن بعد، من حيث إدارة شؤون المحاضرين، وتدريبهم على النظام وكيفية استخدامه، وإعداد جداول اللقاءات الافتراضية، ومتابعة المحاضرين في أداء اللقاءات الافتراضية، وحل المشاكل التقنية التي تواجههم، وإدارة بوابة المحاضرين وتدريب المحاضرين عليها، ومتابعة المحاضرين في تصحيح الاختبارات وحل المشاكل التي تواجههم.
إدارة تطوير المحتوى والاختبارات:
يمكن إعداد المحتوى العلمي للمواد الدراسية والعمل على مراجعتها وتنقيحها وتصحيحها وتطوير المحتوى تربويًا، بالإضافة إلى إعداد أسئلة الاختبارات وإنشاء الاختبارات.
إدارة أعمال الدعم الفني الطلابي:
استقبال المراجعين بالإضافة إلى رسائل الطلاب من استفسارات وشكاوى، والتعامل معها إما بحلها مباشرة أو الرد عليها أو تحويلها إلى الأقسام المختصة ومتابعتها، وقد تتعلق هذه الاستفسارات بأي عمل أكاديمي بدءًا من إجراءات القبول مرورًا بتسجيل الدبلوم المطلوب أو الامتحانات والنتائج، وصولا إلى معالجة المشكلات التقنية التي قد تواجه بعض الطلاب أثناء استخدام بوابتهم، أو أحد أنظمة التعليم عن بعد المستخدمة في العملية التعليم.
ثانيًا: الموقع الإلكتروني والبوابات :
العمل على إنشاء الموقع الإلكتروني المناسب مع تقسيماته المختلفة بما يتناسب وحاجة المؤسسة، ويتم إدارة صفحات الموقع من خلال النظام الإداري لإدارة معلومات الموقع.
ثالثًا: المكتبة الرقمية:
توفر المنصة مكتبة رقمية يمكن أن تستخدمها المؤسسة التعليمية في إضافة وإدارة الكتب الرقمية التي ترغب في إتاحتها لطلابها، مع العديد من خصائص إدارة المكتبة المختلفة كالبحث والاستعارة وغيرها.
رابعًا: البرامج والتطبيقات المرتبطة:
يتم توفير برامج وتطبيقات مساعدة تسهم في إدارة التعليم وترتبط مباشرة بالنظام الإداري الشامل مثل:
نظام اللقاءات الافتراضية المباشرة:(ZOOM Cloud Meetings)
ويتم من خلاله تنفيذ اللقاءات الافتراضية المباشرة بين المحاضرين والطلاب، مع ما يتوافر فيه من خصائص وإمكانات ومميزات، تسهم في تنفيذ اللقاء الافتراضي كالصوت والصورة والسبورة الإلكترونية، وإمكانية عرض الفيديوهات والملفات.
برنامج الاختبارات:
هو برنامج خاص لتنفيذ الامتحانات مرتبط بالنظام الإداري الشامل يتم من خلاله تنفيذ الامتحانات إلكترونيًا سواء كانت عن بعد أو مباشرة في مقر المؤسسة التعليمية، ويقوم بعرض أسئلة الاختبار وتسجيل إجابات الطالب.
خامسًا: إنتاج المحاضرات :
تقوم الأكاديمية بتسجيل المحاضرات للمحاضر ومعها المقررات الدراسية، والعمل عليها فنيًا لتقديمها في أنسب صورة للطالب.
سادسًا: إنتاج المقررات الرقمية:
يمكن لقسم إدارة وتطوير المحتوى، إعداد المقررات وتطويرها تربويًا حسب مواصفات الجودة الأكاديمية المناسبة، بالإضافة إلى إخراجها في شكل كتب رقمية بإخراج متميز أو في شكل كتب مطبوعة ورقيًا.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=12567