دلهي/ الهند:
ناقش الباحث الهنديّ (عبد الرّحمن) في قسم اللّغة العربيّة في جامعة دلهي أطروحته الدّكتوراه استكمالاً لمتطلبات الحصول على درجة الدّكتوراه في تخصّص اللّغة العربيّة عن قصص الأديبة د. سناء الشّعلان (بنت نعيمة)، وهي تحمل عنوان المرأة عند الأديبة سناء الشّعلان في ضوء منجزها القصصيّ”.
أنجز الباحث أطروحته، وناقشها بإشراف د. محمد أكرم، وقد تكوّنتْ لجنة المناقشة من: المشرف د. محمد أكرم، ود. نسيم أختر النّدويّ، ونعيم الحسن الأثريّ، ود. سيد حسنين أختر.
عن سبب اختيار الباحث لدراسة أدب سناء الشعلان القصصيّ قال: “أقول بإيجاز إن الكاتبة الأردنية سناء الشعلان كاتبة مجيدة ذات براعة ومهارة في مجال القصة القصيرة، واختصاصها بقضايا المرأة جعلها تكثف عنايتها بتثقيف المرأة المتخلفة القاعدة في البيت في ظلمات الجهل والعدوان الغاشم. إنهّا قدمت صورا عديدة للمرأة لبيان الأوضاع والاختلاف بين المرأة المتعلمة والجاهلة وبين العاملة بحرية والمضطهدة الأسيرة الرجال وبين القاعدة في البيت متخلفة منكوبة والمناضلة الجريئة لأجل الاستقلال. كما إنها عرضت على القراء أهمية العلم والثقافة، وحثت النساء على التعلم من ناحية، وسعت من ناحية أخرى لتغيير مجرى الحياة ومعتقدات الرجال في عامة النساء من سيطرتهم عليهن لئلا يبقى في المجتمع أي ضيم وظلم على جنس النساء فإن رقي الرجال بثقافة النساء، والأم هي المهد الأول للأولاد فلا بد أن يكونوا في مهد مثقف.
تكوّنت الأطروحة على مقدمة، وأربعة أبواب؛ إذ احتوت المقدّمة على تعريف وجيز لموضوع البحث، وأهميته، وخطة البحث مع بيان ما فيها من الأبواب والفصول والمباحث بتفصيل وجيز، في حين حمل الباب الأوّل عنوان (سناء الشعلان حياتها وأعمالها الأدبية)، وتكوّن من أربعة فصول، ففي الفصل الأول بيان وجيز لتاريخ بلاد الأردن وموقعها الجغرافي والسياسي. والأردن، موطن الكاتبة سناء الشعلان، ويشتمل الفصل كذلك على الجانب السياسي من تاريخ الأردن الذي كان إمارة عثمانية حتى بداية القرن العشرين، ويشتمل الفصل الثاني على مولد الكاتبة سناء الشعلان ونشأتها وحياتها العلمية ومسيرتها الإبداعية والأكاديمية، ونشاطاتها العلمية في اللجان والمنظمات المختلفة، والفصل الثالث يبين حياتها العلمية والأدبية، ويشتمل على بيان الأعمال الإبداعية في المبحث الأول، كما يتناول في المبحث الثاني المقالات النقدية والأوراق العلمية التي كتبتها ونشرتها في المجلات الأدبية أو قدمتها في الندوات والمؤتمرات، كما يتناول الفصل الكتب التي تتعلق بمجال العلم لكنها طبعت فيما بعد، وأما الفصل الرابع فهو مختص ببيان عناية النقاد والباحثين بأعمال الكاتبة سناء الشعلان في مبحثين؛ يبين المبحث الأول آراء نخبة من النقاد في شخصية الكاتبة سناء الشعلان في ضوء أعمالها الأدبية المختلفة بينما المبحث الثاني يتناول جهود الباحثين في الجامعات المختلفة ويذكر بعض الأطاريح الجامعية التي أجريت ونوقشت حول الأعمال الأدبية المختلفة للكاتبة سناء الشعلان. وببيان هذه الدراسات السابقة ينتهي الباب الأول.
أمّا الباب الثاني من الأطروحة فانعقد بعنوان (الباب الثاني: مفهوم الأنثوية وصورة المرأة في الأدب العربي)، يحتوي هذا الباب على ثلاثة فصول. الفصل الأول دراسة للأنثوية؛ مفهومها ونشأتها والعوامل التي دفعت لنشأة الحركة النسوية ومدارسها المختلفة التي نشأت حينا بعد حين على أساس معتقدات وأفكار عديدة حول النهضة النسوية، ويشتمل الفصل الثاني على بيان الموجات الأنثوية المختلفة مع ذكر أعلامها البارزين، أما الفصل الثالث فهو مختص بدراسة صورة المرأة في الأدب العربي.
جاء الفصل الثالث بعنوان (صورة المرأة في قصص سناء الشعلان)، ويشتمل هذا الباب على ثلاثة فصول. وكل فصل ينقسم إلى عدة مباحث. يتناول الفصل الأول قضايا المرأة بين التعلم والجهل في مبحثين. المرأة المتعلمة امرأة ذات كرامة ومكانة رفيعة في المجتمع فهي بطلة للنساء الأخريات، تقود بدور فعال في نهضة النساء وفي إنقاذهن من مآزق الجهل والظلم وسيطرة الرجل عليهن. وأما المرأة الجاهلة فهي تعاني من أنواع من الظلم وتتخلف في البيت قاعدة ولا تنال حرية من قبل ولاتها فذلك لجهلها، ولذلك عليها أن تتعلم وتتثقف لئلا تعيش في حرمان واضطهاد مستمر. والمرأة العربية في جميع البلاد العربية تقريبا تواجه نفس المأساة، وعلاجها الوحيد في الثقافة والتعلم، والفصل الثاني يعالج موضوع علاقة المرء بالرجل الآخر الذي يكون بينه وبينها صلة القرابة. وعلاقة المرأة بالرجل القريب تتنوع إلى ثلاثة أنواع؛ علاقتها بالأب، وعلاقتها بالأخ وعلاقتها بالزوج. بينما الفصل الثالث يتناول علاقة المرأة بالرجل البعيد فهو إما أن يكون جارا أو رفيقا في المكاتب والشركات، أو زميلا في الدراسة والعمل وغيره، أو حبيبا لها من أحد هؤلاء. وعلاقتها إما أن تكون بريئة عفيفة بالرجل البعيد وإما أن تكون دنسة مشوهة. وفي معظم الأحيان علاقة المرأة بالآخر قريبا كان أو بعيدا سيئة للغاية لأجل سيطرة الرجال على النساء. وقد قدمت الكاتبة سناء الشعلان صورا عديدة للمرأة في علاقتها بالآخر تعاني فيها المرأة من الأحزان والمآسي.
أخيراً جاء الباب الرّابع بعنوان (القضايا الرئيسية للمرأة العربية)، وهو يختص ببيان القضايا الرئيسية للمرأة العربية مشتملاً على فصلين؛ الفصل الأول يتناول القضايا الاجتماعية، وهي عبارة عن عمل المرأة وزواجها، والمرأة تريد الحرية في كليهما؛ أن تعمل بحرية حيثما تشاء، وأن تختار زوجا مناسبا لها متى ما تشاء، وهي لا تريد أن تعيش في ظل سيطرة الرجل عليها في هذين الأمرين لأن حريتها في العمل تكسبها مالا وتخرجها من سيطرة الرجل عليها وبالتالي إنها ستقدر على أن تتطلب حريتها في اختيار زوجها من يجدر بها لا من سيسلط عليها من قبل أبويها أو ولي أمرها، ويتناول الفصل الثاني القضايا النضالية وهي عبارة عن مشاركة المرأة ومساهمتها في أعمال تتطلب جهودا جبارة مثل النضال ومكافحة الاحتلال فليست المرأة في مثل هذه الأعمال متخلفة عن الرجال بل هي تعمل سوية متكاتفة مع الرجال. وتقدم جهودها بصور عديدة أمام العالم حتى في بعض الأحيان تفوق الرجال بأعمال لا تحدث منهم إلا نادرا. ومن صور نضال المرأة في سبيل استقلال البلاد وقمع الاحتلال تقدمها على حب فتى باسل لا لتتلهى به بل لتتزوج به فتنجب أطفالا ليشاركوا في المستقبل مثله في مكافحة الاحتلال. وتكثر الأمثلة على مثل هذه القضايا في قصص سناء الشعلان.
ـــــــــــ
رابط الكترونيّ مرافق للخبر:
https://www.youtube.com/watch?v=IMGORITFdXs
المصدر : https://dinpresse.net/?p=19711