إبراهيم أتحاش
هل دخلنا مرحلة بروز وظهور الخطاب الإلحادي واللاديني واللاأدري بشكل علني وبجرأة أكبر في المغرب؟
التواصل الاجتماعي ينفجر بالمنصات والحلقيات التي تناقش الإيمان والكفر، الدين والإلحاد، صوابية الأديان من عدمه.
في التكتوك المغربي، منصات اللادينيين الذي ينتقدون الأديان ويرفضونها أصبحت الأكثر استقطابا للمتابعين، وأصحابها الأكثر دعما من بقية المنصات.
على منوالها دخلت منصات ” اسلامية ” وأخرى قريبة من الحركات الاسلامية النقاش، نقاشها الرافض للإلحاد وللطرح اللاديني متسلحة بالقانون وتجريمه لكثير مما يطالب به اللادينيون، وبخطاب هجومي على منصات اللادينيين.
بعد الأمازيغية التي لازال لها منصاتها، الطوندونس في رمضان الحالي هو بروز منصات اللادينيين بقوة واكتساحها للساحة النقاشية الفكرية والثقافية.
بداية، ماذا يعني هذا البروز العلني أو الشبه العلني لعشرات المنصات القوية التي تنتقد الدين وتعلن أنها تعادي الأديان وتنتقدها بقوة؟
لماذا أصبح ظهورها بهذا الحجم وبهذه القوة حتى أصبح يتابعها المئات والآلاف والغالبية شباب؟ لماذا الشباب تحديدا؟
الجواب السهل عند البعض خاصة الاسلاميين في منصاتهم هو أن في الأمر مؤامرة دولية تستهدف الإسلام وأن هناك تمويلات وأموال ومخططات.
في منصات الاسلاميين، الرد على هؤلاء يكون إما بتجريم ما يقولون بالقانون المغربي ودعوة الدولة للحزم والتصدي بالقانون على هؤلاء. أو باستعمال خطاب التكفير والزندقة والتهجم الشخصي على أصحاب المنصات اللادينية.
هل أجوبة الاسلاميين على ” الملاحدة ” بالشكل الذي نعرفه كافية لرد ظاهرة واضح أنها أصبحت تتقوى وتتوسع.
أسئلة الشباب الملحد واللاديني كثيرة وخطيرة وتمس صلب الايمان والعقيدة وسلوك المسلمين. هل تكفي إجابات الفقهاء و” العلماء ” والدعاة والناشطين الاسلاميين التقليدية لردها؟!
يخال لي أن الاسلاميين تحديدا لم يستوعبوا بعد حجم التحدي وحجم الظاهرة، وأن إجاباتهم التي تكون أحيانا استفزازية ليست الحل بل هي دافع للعديدين بالتصلب على آرائهم.
الأستاذية والفوقية الإسلاموية، صعب أن يستهلكها الشباب اللاديني والذي غالبينه مثقف وينظر للإسلامي نظرة تنقيص.
مجال صراعي أعتقد أنه فتح، وهو حساس ودقيق ويكاد يكون خطيرا. فهم مسبباته ضرورة وفهم آليات تحركه ضرورة واستشراف مآلاته مهم. بل ما تأثير تصاعده وتقويه على كل ما كان يشكل منظومتنا القيمية التي كبرنا بها وعليها.
هل سيجد العلمانيون المغاربة في هذه الظاهرة سندا لهم في مواجهة الاسلاميين والخطاب الديني الذي يرفض العديد من التعديلات التي يرونها ضرورية؟ هل يدخل المغرب وضعا جديدا سيذهب بنا الى النموذج التركي حيث العلمنة خطاب دارج ومؤسس وله من يترافع عليه؟
الاسلاميون وظاهرة الالحاد أو الظاهرة اللادينية التي تتفشى، أدوات التعاطي؟ هل تراجع خطاب الإسلاميين ونكساته وهزائمه سبب في تراجع مؤشراته، وبروز اللادينية والإلحاد؟
ـــــــــــــــــ
رابط صفحة الكاتب على فيسبوك