بقلم: ذ.عبد الحق مرزوك ـ أستاذ، وباحث في علوم الشريعة
أخطأنا قبل خطإ حكيمي، وأخطأنا بعد خطئِهِ.
فأما خطؤه – ستر الله تعالى على المسلمين- فمعلوم واضح.
وأما خطؤنا الأول، فقد لمعنا بتوجيه من الإعلام صورتهُ، وجملنا لأنفسنا سيرته وأعماله، وصنعنا منه شيئا من لا شيء، حتى صار بيننا علما وبطلا، وقدوة ومثالا، فلما ظهر منه ما ظهر، وبان فيه ما يسوء وجوهنا في العالمين، بادرناه بالتهمة والطعن، وتَبَرَّأَنا مِنْهُ.
وكأنما نصنع بأنفسنا أصناما، ونهدمها متى نشاء. ولقد ذكرني ذلك بشيء من أحوال الناس في الجاهلية، لما كانوا يعملون الأصنام من العجوة، فإذا جاعوا أكلوها.
والقصة مما ينسب إلى عمر رضي الله تعالى عنه، والله أعلم بصحتها، وفيها ما يدعونا إلى التريث في اِنتقاء قدوات أولادنا، والاحتياط عند اختيارها. فليس كل مشهور بصالح، وليس كل معروف بأهل لأن يكون إسوة.
وأما خطؤنا الثاني، فقد بدأ أكثرنا إنكارنا على حكيمي بتهمة الفسوقية والديوثية قبل اللين، وإني أخشى أن يكون تسرعنا ذلك سببا في مزيد طغيانه، وإمعانه في معصيته، فنكون قد عطلنا بذلك مقصد النصح اللين في قوله تعالى: ( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى ).
نسأل الله تعالى العفو والعافية، ونسأله الستر لكل المسلمين.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=17762