أحمد جاويد، کابل ــ أفغانستان
لا زالت مراکز الأرصاد الجوية والأقمار الصناعية عاجزة عن التنبؤ بما قد يمکن وقوعه خلال الأيام المقبلة بالعديد من الولايات بدولة أفغانستان، وأصبحت الفياضانات والخسائر هي حديث الساعة للمواطنين في کل مکان.
نسي المواطنون المسائل السياسية وأصبحوا يفکرون في النجاة من الموت من الماء الذي جعل الله منه کل شيء حي، فقد انقلب فصل الصيف الى شتاء، (قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر).
ويأمل المتضررون حتى الآن في امکانية وصول الإمدادات والمٶن والخيام، والبعض الآخر لا يأمل في ذلک، بل يرغب في أن تبني له الحکومة جدران الوقاية الاسمنتية على ضفتي الأنهار ليتقي بها الناس شر مثل هذه الکوارث الطبيعية.
لقد بذلت الإمارة بأفغانستان وسعها في ذلک واستعملت الطائرات المروحية حتى منتصف الليل لإنقاذ المحاصرين وسط الماء، ولکن ـ للأسف ـ لم يکف ذلک نظرا لحجم الفياضانات الأخيرة.
على أية حال لقد ضربت الأمطار هذه المرة الجهات الشمالية “بروان/بنتشير ،شکردره” والغربية “وردک/جلريز، ميدان شهر “، والجنوبية امتدادا من ولاية “لوجر/ خوشي، کلنجار، بابوس” الى ولاية “بکتيا /جرديز، زرمت، احمد بابا” (التي شاهدت زلزالا عنيفا قبل أسابيع قليلة )، فأصبحت بذلک مدينة “کابل” هي الأخرى مهددة بالأمطار الموسمية.
وهناک تخوف آخر مشوش يدور في الأذهان من وقوع ضربة زلزال ـ لا قدر الله ـ بعد ضربة الأمطار، فستکون حينئذ الآلام والأحزان بالضعف، لأنه قد حدث بالفعل في وقت سابق أن تلى سقوط الأمطار وقوع زلزال. وهذا بالطبع سيزيد الطين بلة، وستکون النتيجة وخيمة وبالتأکيد ذات آثار سلبية على الحماية السياسية للإمارة الإسلامية في أوساط الشعب الأفغاني.
فالمعاناة المتوالية لسکان هذه الولايات بأفظع أنواع الفياضانات التي خلفت القتلى والجرحى والمشردين والتدمير الجديد لما يزيد عن الثلاثة آلاف من البيوت وإتلاف عدد کبير من الأراضي الزراعية مع إمکان ضربة زلزال ــ في أرجح التقديرات ــ وما هو مبيت لمدينة کابل المحاطة بهذه الولايات.
زد على ذلک عدم الامکانات والقدرات لدولة فتية فقيرة لا تملک شيئا، خاضت الحرب، وهزمت عشر امبراطوريات محترفة في التاريخ: أمريکا، بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، ايطاليا، اسبانيا، البرتغال، النمسا، ترکيا واليابان مع حلفائهم ــ و للحرب عبء وأوزار ــ، کل هذه العوامل وغيرها من الضغوط السياسية والاقتصادية، التي لا تعد من الأخلاق الانسانية في شيء، والتي لم يمارسها حتى الحيوان على الحيوان في الغابة، أجبر إجبارا ذبيح الله مجاهد “المتحدث باسم الامارة الاسلامية” أن يناشد المجتمع الدولي والعالم الاسلامي والمٶسسات الخيرية العالمية أن يقدموا، بکل إمکاناتهم، يد العون الى الشعب الأفغاني المتضرر، الذى يواجه حتفه، ويساهموا في إنقاذهم من هذه الکارثة والفاجعة الحالة بالبلاد.
عشر ولايات بأفغانستان تواجه التهديد بالموت أو التشريد، معاناة ما بعدها معاناة على حين بغتة، فيا ترى هل من معترف بشعار الإنسانية ومصغ لمعاناة هذا البلد؟ هل من منقذ له من التشويه؟ ماذا سيصنع المجتمع الدولي؟ والعالم الاسلامي؟ ماذا ستصنع القلوب؟ هل يا ترى تکتفي بالدعاء؟!!
المصدر : https://dinpresse.net/?p=18271