18 أغسطس 2025 / 16:44

أباعزي يصدر كتاب “الشعرية الأمازيغية الحديثة؛ علي صدقي أزايكو أنموذجا”

علي أيت لاشكر
عن منشورات بيت الشعر في المغرب، صدر كتاب “الشعرية الأمازيغية الحديثة؛ علي صدقي أزايكو أنموذجا” للناقد مبارك أباعزي، ويتكون من 450 صفحة من القطع المتوسط، وهو دراسة نقدية تحاول تقديم صورة عن الشعرية الأمازيغية، في ظل قلة الدراسات المنجزة في هذا الموضوع.

انطلق الباحث في هذه الدراسة من فرضية مفادها أن مظاهر الشعرية في الشعر الأمازيغي الحديث تتحدد في ثلاثة وهي: التناص والانزياح والانسجام.

ولتأكيد هذه الأطروحة طرح الناقد السؤال الآتي: كيف يسهم التناص والانزياح والانسجام في شعرية الشعر الأمازيغي؟

ولفحص الأطروحة والإجابة عن السؤال الإشكالي اختار الناقد متنا شعريا يتمثل في ديواني “تيميتار” و”ءيزمولن” لعلي صدقي أزايكو، لتميز تجربته الشعرية وفرادتها.

يتكون الكتاب من مدخل وثلاثة فصول، بالإضافة إلى المقدمة والخاتمة؛ ففي المدخل بين الناقد المنهج المعتمد وهو الشعرية؛ باعتبارها المنهج الملائم لاستخلاص القوانين التي يقوم عليها الشعر.

كما حدد فيه الموضوع وحصره في الشعر الأمازيغي المكتوب.

ويتناول كل فصل من الفصول الثلاثة مظهرا من مظاهر الشعرية السابقة، حيث خصص الناقد الفصل الأول للتناص، محاولا بيان دوره في شعرية الشعر، مركزا على جوانبه الثلاثة وهي: الدلالة والشكل والوظيفة.

وقد توصل الباحث إلى كون التناص أحد الركائز التي يقوم عليها الشعر الأمازيغي ممثلا في شعر أزايكو، حيث يتفاعل مع شبكة من النصوص المختلفة (دينية، تاريخية، أسطورية، فلسفية، صوفية…)، معتمدا في ذلك على آليات وأشكال متعددة، مؤديا وظائف متباينة.

وهذا يفيد أن النص الشعري الخالي من هذا التفاعل يفقد جزءا من شعريته.

أما الفصل الثاني فقد أُفرد للانزياح بمستوياته الثلاثة: الصوتي والدلالي والتركيبي، وبين فيه الناقد تميز اللغة الشعرية بمسالكها التعبيرية الخاصة التي دائما ما تتمرد عن اللغة العادية وتنزاح عنها.

وقد اقتصر في المستوى الصوتي على الوزن، وفي المستوى الدلالي على الاستعارة، وفي المستوى التركيبي على القلب المكاني؛ وخلص إلى استجابة شعر علي صدقي أزايكو للانزياح بمستوياته المختلفة، وأن له دورا مهما في شعرية شعره.

وخصص الفصل الثالث للانسجام، ودافع فيه الباحث عن أهمية الانسجام في شعرية الشعر، وأنه أحد المكونات التي يتميز بها من غيره.

وقد توصل إلى أن الانقطاع هو السمة البارزة التي تظهر على البنية السطحية لشعر علي صدقي أزايكو، حيث يبدي ظاهره في البداية أنه شعر منقطع وغير منسجم، غير أن الآليات الدلالية والتداولية كشفت أن هذا الشعر في العمق شعر منسجم.

وقد أفضت الدراسة إلى أن التناص والانزياح والانسجام تعد أبرز مكونات الشعرية الأمازيغية، وأن اشتغال هذه العناصر متساندة في نص من النصوص يجعله يرتقي إلى مقام الكلام السامي، ويمنحه الديمومة والخلود.

وفي الأخير نشير إلى أن للباحث أعمالا أخرى أسهم بها في إغناء المكتبة الأدبية المغربية، وتشمل مجالات متعددة. فمن مؤلفاته في مجال الفكر: الحق في العلمانية، وكُتُب… كُتّاب… كتابة (مضايق الإنجاز ومصائر المنجز).

وصدر له في النقد الأدبي: مداخل إلى الأدب الأمازيغي الحديث، وكتاب: السلطة والهيمنة والإديولوجيا (في الخطاب السياسي المعاصر)، وكتاب أركيولوجيا الأدب الأمازيغي، وأحاديث أمازيغية في الأدب والثقافة، وجمالية الانزياح في الشعر الأمازيغي (الصوت، الدلالة، التركيب)، وشعرية المكان في الرواية الجديدة (دراسة في الدلالة والوظيفة).

كما صدر للباحث في مجال الإبداع الروائي عملان هما: يسرقون طفولتكم ويمضون، وأوتار العشق.

هذا إلى جانب عدد من المقالات المنشورة في مجلات وجرائد وطنية ودولية.