دينبريس
الدكتور الراحل حسن حنفي من مواليد 1935 وهو مفكر مصري، يقيم في القاهرة، وعمل أستاذا للفلسفة بجامعة القاهرة، و يعد واحدا من أهم منظري تيار اليسار الإسلامي، وأحد المفكرين العرب المعاصرين من أصحاب المشروعات الفكرية العربية.
حصل على ليسانس الآداب بقسم الفلسفة عام 1956م، ثم سافر إلى فرنسا على نفقته الخاصة، ليحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة السوربون، وبعدها عاد ليبدأ رحلة التدريس الجامعي في مصر أستاذا للفلسفة في كلية الآداب بجامعة القاهرة منذ 1973.
ويعد الراحل من أبرز المفكرين العرب المعاصرين، له تكوين فلسفي ثري جمع بين التراث القديم والمذاهب الفلسفية الحديثة والمعاصرة، تركت أطروحاته عن اليسار الإسلامي تأثيرا كبيرا في نظريات الإسلام السياسي حول العالم.
وصف أحمد الطيب شيخ الأزهر، الدكتور حسن حنفي، أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة، بأنه «قضى عمره في محراب الفكر والفلسفة»، وأن «المكتبات العربية والعالمية زخرت بمؤلفاته وتحقيقاته».
وأضاف شيخ الأزهر «أذكر له مطالبته الغرب والمستشرقين بإنصاف الشرق والحضارة الشرقية والقيم الإنسانية النبيلة».
وقال مفتي الجمهورية المصرية إن الفيلسوف حسن حفني كانت له جهود عظيمة في إثراء الثقافة والفكر والمكتبات، في عالمنا العربي فحسب، والعالم الغربي كذلك.
وخصص حنفي لرحلته الحافلة بالعطاءات هدفا أساسيا وهو «التراث والتجديد»، حيث أسهب في تقديم دراساته عن الحضارة العربية الإسلامية، ليخرج بمؤلفات قيمة يعد أبرزها موسوعة الحضارة العربية الإسلامية، وحوار المشرق والمغرب، ونماذج مِن الفلسفة المسيحية في العصر الوسيط.
قدم المفكر الراحل العديد من المؤلفات تحت مظلة مشروعه منها اليسار الإسلامي ومقدمة في علم الاستغراب ومن العقيدة إلى الثورة ومن الفناء إلى البقاء.
حصل الدكتور حسن حنفي على عدةِ جوائز في مصر وخارجها، مثل: جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية 2009، وجائزة النيل فرع العلوم الاجتماعية 2015، وجائزة المفكر الحر من بولندا.
ظل حنفي حتى آخر أيامه حريصا على المشاركة فى الندوات الفكرية، وكان يرى أن الاستبداد هو أخطر آفات العرب.
كانت له أقوال بارزة تعبر عن فكره مثل “العلمانية روح الإسلام” و”التراث ابن عصره”.
و”التجديد ينشأ من الثقافة الشعبية للناس”.. وفي مقابلات صحافية عديدة له أكد المفكر الراحل على أن مشروع التراث والتجديد يقاوم آفات العرب الثلاث: التقليد للقدماء والتبعية للغرب والعزلة عن الواقع.
وهاجم المفكر الراحل تجربة الإخوان في الحكم وقال للأسف كانت سيئة، لأنهم لم يتعودوا على الحكم، الذي له أصوله وقواعده، مضيفا أن الجماعة أكثر جدية في إنشاء المستشفيات، والمدارس، والنوادي و لاتعرف معنى الحكم أو أصوله ولا طبيعة الحكم الائتلافي والمشاركة مع الآخرين.
رحم الله الفقيد، وتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=15773