23 أبريل 2025 / 09:11

هل يُنتخب البابا من المغرب؟ كريستوبال لوبيز روميرو في دائرة الترشيحات

تتجه أنظار العالم الكاثوليكي إلى روما بعد وفاة البابا فرنسيس، فيما تستعد الفاتيكان لانتخابات بابوية جديدة قد تعيد رسم ملامح الكنيسة لعقود قادمة.

وفي أجواء يهيمن عليها الترقب والحسابات الدقيقة، سيجتمع 130 كاردينالا دون سن الثمانين في مجمع مغلق لاختيار خليفة للبابا الراحل، في عملية تتطلب من المرشح الحصول على دعم ثلثي الأصوات، أي ما لا يقل عن 87 صوتًا، فيما تبدو مؤشرات الطريق نحو التوافق محفوفة بالتحديات.

ورغم أن أغلبية الكرادلة الحاليين قد تم تعيينهم على يد البابا فرنسيس، فإن التقاليد البابوية تؤكد أن الخليفة لا يكون في العادة استمرارا مباشرا لسلفه؛ فقد شهدت الكنيسة عبر العقود تأرجحا بين التيارات المحافظة والانفتاحية، وبين السياسات الصارمة والتبشير الاجتماعي، تبعا لمعطيات جيوكنسية دقيقة داخل أروقة الفاتيكان.

ويجمع المراقبون على أن عملية التصويت تبدأ غالبا بأسماء لامعة، لتتبدل فيما بعد لصالح شخصيات وسطية تحظى بقبول أوسع، مما يزيد من غموض وتعدد التوقعات حول نتيجة الانتخابات.

وفي ظل تراجع هيمنة أوروبا داخل النسيج الكنسي، تبرز أسماء مرشحين من آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، ففي هذا السياق، يُبرز اسم الكاردينالان الفلبينيان لويس أنطونيو تاغلي و”أمبو” دافيد كخيارات واعدة، إلى جانب الكاردينال تشارلز مونغ بو من ميانمار، فيما يثير الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو، الإسباني الأصل والمقيم في المغرب، اهتمام المراقبين بفضل التجربة الرسالية المتعددة التي تتقاطع عندها ملامح العالم اللاتيني والأوروبي والإسلامي.

وتشير التحليلات إلى أن “الاختيار المناسب” لا يرتكز فقط على الجدارة الروحية والكفاءة الفكرية، بل يعتمد كذلك على قوة شبكة الدعم داخل المجمع وقدرة المرشح على اجتياز دهاليز السياسة الفاتيكانية بصبر وحكمة.

وفي هذا السياق يظل اسم الكاردينال بيترو بارولين، أمين سر الفاتيكان، حاضرا بقوة على الساحة رغم ما يطرحه بعض المتابعين من وصف له بأنه “أكثر طيبة من أن يكون بابا”.

ومن جهة أخرى، يقدم الكاردينال كريستوبال لوبيز روميرو مثالا على الشخصية الكنسية التي تجمع بين الانفتاح الجغرافي والتجربة الرسالية المتعددة.

وُلد لوبيز روميرو في 19 مايو 1952، ويتولى منذ مارس 2018 منصب رئيس أساقفة الرباط بالمغرب، وقبل تعيينه أسقفا، قضى سنوات طويلة في خدمة العمل الرعوي بأمريكا اللاتينية، حيث كان له دور بارز في تحمل المسؤوليات الإدارية ضمن الرهبنة الساليزيانية التي ينتمي إليها.

وفي 5 أكتوبر 2019، رفعه البابا فرنسيس إلى رتبة كاردينال، مما أضفى على سيرته المهنية بُعدا إضافيا يجعله من المرشحين المحتملين لخلافة البابا الراحل.

وفي خضم هذه التحولات الكبيرة، تظل الانتخابات المقبلة محطة مفصلية تعكس العلاقة المتوترة بين التقاليد الراسخة والإصلاح المتأرجح، وسط عالم يشهد تغيرات جذرية على كافة الأصعدة.