1 أكتوبر 2025 / 12:48

ندوة علمية بهولندا تستحضر قيم التدين الرشيد من السيرة النبوية

انطلقت أمس الثلاثاء بمدينة ليدن الهولندية أشغال ندوة علمية كبرى نظمها المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة بشراكة مع جمعية الأئمة بهولندا، تحت عنوان “مستمدات التدين الرشيد من السيرة النبوية: إيمانا وفقها وسلوكا”.

واحتضن المركز الإسلامي الإمام مالك فعاليات اللقاء الذي جمع ثلة من العلماء والأئمة والباحثين، في أجواء تفاعلية ركزت على إبراز مكانة السيرة النبوية باعتبارها منبعا أساسيا لترسيخ التدين الوسطي المعتدل، ومصدرا لإحياء قيم التزكية والفقه الرشيد في السياق الأوروبي.

وناقش المتدخلون محاور متعددة تتعلق بكيفية استلهام القيم الإيمانية من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، واستحضارها في بناء وعي ديني يحمي الشباب من الانزلاقات الفكرية، ويؤسس لخطاب ديني متوازن منفتح على قيم التعايش والمواطنة.

وعرض المشاركون نماذج من السيرة العطرة تؤكد أن التدين السليم لا ينفصل عن الأخلاق والمعاملات، بل يقوم على الجمع بين الاعتقاد الصحيح والفقه المتبصر والسلوك القويم.

وأكدوا أن هذه المستمدات تشكل خارطة طريق للأئمة في توجيه الجالية المغربية والمسلمة بهولندا نحو تدين يحفظ الهوية ويواكب متطلبات العيش المشترك.

وركزت المداخلات أيضا على التحديات التي يواجهها الأئمة في بيئة أوروبية تتعدد فيها المرجعيات الثقافية والدينية، وأبرزت أن السيرة النبوية تقدم حلولا عملية للتعامل مع هذه التحديات بروح الحكمة والاعتدال، سواء تعلق الأمر بالاندماج، أو بالتصدي لخطابات الغلو والتطرف.

واختتمت الندوة برفع توصيات تدعو إلى تعزيز التعاون بين المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة وجمعية الأئمة بهولندا والمراكز الإسلامية المحلية، من أجل تكثيف البرامج العلمية والتكوينية، وإشاعة قيم الرحمة والسماحة المستمدة من السيرة النبوية، بما يعزز إشعاع النموذج المغربي للتدين الوسطي في أوروبا.