4 أكتوبر 2025 / 18:54

نحو قراءة متوازنة لتعبيرات جيل “زد”

عبد العزيز سنهجي

إن قوة المغرب اليوم تكمن في قدرته على الإصغاء بصدق لشبابه، لا في التشكيك في نواياهم. جيل “زِد” لا يطلب المستحيل؛ إنه يطالب بمدرسة تعلم بشكل جيد، ومستشفى يعالج بكرامة، وفرص عمل تحفظ العيش الكريم . هذه المطالب هي في صميم المشروع التنموي الجديد للمملكة، وينبغي أن تكون محط حوار وطني مفتوح بين الدولة والمجتمع.

وفي المقابل، فإن المسؤولية الوطنية تقتضي أن تبقى اليقظة حاضرة أمام أي محاولات خارجية لتوظيف هذا الغضب أو تحوير مساراته، لأن حماية الاستقرار لا تتناقض مع حماية الحق في الاحتجاج، بل تتكامل معها ضمن دولة الحق والمؤسسات. وضمن هذا الإطار، وجب استحضار مجموعة من الافتراضات، التي يمكن أن تسهم في ترشيد وعقلنة هذه الاحتجاجات الشبابية، وهي ست فرضيات أساسية في تقديري الخاص:

* الفرضية الاولى: وجود تدخل خارجي يستهدف توجيه الحراك الشبابي. وهنا يمكن ان يصبح الحراك الذي يقوده الشباب جزءا من استراتيجية خارجية تستعمل فيها آليات “الثورات الملونة” لإضعاف المغرب وتقويض استقراره.

* الفرضية الثانية: هشاشة الوعي السياسي لدى الشباب المحتج. وهنا يمكن للحراك ان يعاني من ضعف في الثقافة السياسية وغياب تأطير من مؤسسات الوساطة التقليدية (أحزاب، نقابات، جمعيات…).

* الفرضية الثالثة: التغطية الإعلامية الغربية منحازة وانتقائية. حيث يحرص الإعلام الغربي على تصخيم ما يجري في المغرب ويتجاهل أحداثا أخطر في بلاده أو في دول أخرى، ما يدل على أجندة سياسية محتملة.

* الفرضية الرابعة: الأهداف الحقيقية هي اقتصادية وجيوسياسية. حيث، ربما القوى الغربية منزعجة من استقلال القرار الاقتصادي المغربي (بناء الموانئ، تطوير البنية التحتية، بناء الملاعب، تنظيم التظاهرات الرياضية…).

* الفرضية الخامسة: البيغ داتا أصبحت أداة فعالة في التحكم بالحركات الاحتجاجية. وهنا يمكن للقوى الخارجية ان تستغل البيانات الضخمة والتقنيات الرقمية لتأطير وتوجيه الرأي العام.

* الفرضية السادسة: استعمال القوة في اليوم الأول للاحتجاج، ربما استعمل كتكتيك استفزازي لاصطياد العناصر العنيفة لاحقا، سيما في ظل اقتراب المغرب من تنظيم تظاهرات رياضية.