بما أن كورونا أكد وجوده كفيروس وليس شيئا آخر، يبقى السؤال: كيف هاجم العالم؟ أتصوره أحيانا مثل عش الدبابير عندما يحاول أحد العبث به. تخرج توزع لسعاتها المسمومة على الجميع وبالعدل. لا تفرق بين أحد من العالمين. فمن استفز هذا الفيروس؟
السينما الأمريكية لا تقدم الفرجة فقط ولكن تحمل كثيرا من الرسائل. أتاح لي الحجر الصحي مشاهدة نسخة جديدة من فيلم “غودزيلا”، وبينما كنت أبحث عن متعة المشاهدة استفزتني بعض العبارات. الفيلم يعيد في تسلسل درامي إعادة حبك حكاية “غودزيلا”. تبدأ القصة عندما يجتمع فورد برودي، خبير متفجرات بحرية بعائلاته، لكن يتوصل بمكالمة هاتفية ليجد نفسه مضطرا للسفر إلى اليابان لمساعدة والده. بعد أخذ ورد سينغمس رفقته في الكشف عن حقيقة كونية كبيرة.
جو برودي يعود إلى المنطقة بعد 15 سنة من اكتشاف فتحتين عملاقتين في منجم بشرق آسيا، يخرج من الفتحة كائنين آكلين للإشعاع يتسببان في أضرار كبيرة في اليابان وهاواي وغرب الولايات المتحدة، واستيقاظهما يؤدي إلى استيقاظ كائن غريب أكثر ضراوة اسمه غودزيلا.
ليس مهما الأحداث والفرجة. ولكن جملة أعتبرها المفتاح في كل أحداث الفيلم. جو يرودي يقول لإبنه: لقد خدعوا الناس لمدة 15 سنة وهم يتحدثون عن زلازل، لكنها لم تكن سوى تجارب نووية، لأنها منتظمة بينما الزلازل تكون عفوية وعشوائية، وبالنظر لقوة هذه الهزات التي أحدثتها التجارب النووية استيقظت الكائنات التي نامت منذ ملايين السنين واستيقظ معها غودزيلا.
صدر قبل سنوات كتاب “الفيض…أمراض الحيوانات المعدية وجائحة الوباء التالية بين البشر”، لدايفيد كوامن، وهو كاتب علمي مهتم بالمشاكل الطبية، يستخلص فيه من خلال حواراته مع علماء وأطباء، وذلك قبل ظهور فيروس كورونا، وكان معروفا حينها، أن خشية العلماء تنطلق من كون جائحة الوباء المقبل التي تهدد العالم قد تنبثق عن فيروس معروف ولكنه يكمن في عائل خازن متربصا لوجود الظروف اللازمة لانتشاره وانتقال العدوى للإنسان.
الفيروسات تدخل في سبات قصير أحيانا وطويل أحيانا أخرى. سباتها قد يكون موسميا وفق تغير حرارة المجال. ولهذا تعرف بعض الأنفلونزا بالموسمية. لكن في أحيان أخرى يكون السبات طويلا وقد يكون لسنين طويلة وربما لقرون طويلة. حتى تتوفر الظروف الطبيعية المناسبة ليقظتها. فهي تنتقل ما بين الموت والحياة والحياة والموت.
فمن استفز كورونا إن كانت فعلا نائمة وفق فرضيات علمية؟ هل تم استفزازها عن طريق التجارب الجرثومية؟ هل ساهمت المختبرات الغامضة والغارقة في التجارب والسباق في هذا الاستفزاز؟
هي مجرد لعبة فهم من وحي واستفزاز الحجر الصحي. فإذا كانت مستفزة مثل الدبابير في حجرها فعلى الأقل الفرار منها إلى البيوت حتى لا نصاب بسعارها في انتظار أن يعثر العالم على علاج شاف منها أو تعود لسبات جديد.
المصدر : https://dinpresse.net/?p=7616