19 يونيو 2025 / 09:07

مشروع أكاديمي دولي يرصد تحولات دور الدين خلال جائحة كوفيد-19

أطلق فريق بحث أكاديمي متعدد الجنسيات مشروعا عالميا يرصد التحولات التي طرأت على دور الدين في المجتمعات خلال جائحة كوفيد-19، من خلال دراسة مقارنة بين خمس دول هي كندا، ألمانيا، بولندا، أيرلندا الشمالية/أيرلندا، بالإضافة إلى روسيا وبيلاروسيا.

ويحمل المشروع اسم RECOV‑19، ويهدف إلى تحليل كيفية تفاعل الأديان، سواء الأغلبية المسيحية أو الأقليات الدينية، مع الأزمة الصحية في سياقات تتسم بتزايد العلمانية.

وركز المشروع على ثلاثة محاور أساسية: أولها، تحليل الخطابات الدينية حول الصحة والمرض والعلم، بما في ذلك موقف الجماعات الدينية من الالتزام بقيود الإغلاق وحملات التلقيح؛ وثانيها، دراسة العلاقات المؤسسية بين الجماعات الدينية والحكومات، ومدى مساهمتها في النقاشات المتعلقة بعدالة الرعاية الصحية والصحة النفسية؛ وثالثها، تتبع أشكال الابتكار الرقمي في الممارسة الدينية، من خلال اعتماد صيغ هجينة بين الحضور المادي والعبادة الرقمية.

واعتمد المشروع على منهجية متعددة الأدوات، شملت تحليل الوثائق الصادرة عن المؤسسات الدينية، وتغطيات الإعلام، إلى جانب مقابلات واستبيانات أجريت ميدانيا في أربع دول، فيما اقتصر البحث في روسيا وبيلاروسيا على تحليل النصوص والخطاب الإعلامي والديني الرسمي.

وخلال جلسة إعلامية نُظمت في 17 يونيو 2025، أكد الباحثون المشاركون أن الجائحة أعادت تشكيل موقع الدين في المجتمعات المعاصرة، حيث طُرحت إشكالات أخلاقية بخصوص بعض اللقاحات، وسُجلت توترات بين السلطات والقيادات الدينية بشأن إغلاق أماكن العبادة، في حين أظهرت جماعات دينية مرونة كبيرة في مواكبة التحول الرقمي.

وفي السياق نفسه، طرح الباحثون سؤالا محوريا حول ما إذا كانت الجائحة قد سرعت مسار العلمنة، أم أنها أعادت تفعيل وظائف اجتماعية وروحية للدين في زمن الأزمات، كما أظهرت النتائج أن التحول نحو العبادة الرقمية شكّل نقطة مفصلية في العديد من التقاليد الدينية، ليس فقط بوصفه حلا تقنيا ظرفيا، بل باعتباره جزء من بنية جديدة لممارسة الشعائر والطقوس.

ويضم فريق المشروع باحثين من جامعة كوينز بلفاست، وجامعة مونتريال، وجامعة بريمن، وجامعة وارسو، ويُتوقع أن تُنشر خلاصات نهائية أوسع في نهاية السنة الجارية.