إعداد: رشيد المباركي
نشرت منصة “لافي” التي تصنف في خانة الإعلام المسيحي في فرنسا، افتتاحية بخصوص تبعات أزمة حل الحكومة الفرنسية، معتبرة أن فرنسا اليوم، تبقى أكثر من أي وقت مضى، في حالة عدم يقين بشأن كيفية الخروج من الأزمة السياسية والاجتماعية التي تغرق فيها.
بعد أكثر من عام بقليل من الحل الصادم الذي أُطلق مثل “قنبلة غير موقوتة”، تضيف الصحيفة، تستمر عدم القدرة على تشكيل أغلبية حقيقية في إفشال الحكومات عند عتبة الميزانية. وبعد سبع سنوات من دوائر “السترات الصفراء”، فإن الإحساس بالركود له طابع شيء يأس.
أوردت المنصة عدة مؤشرات حول أزمة الدولة وتحدثت عن نظام متصدع: تتدهور الخدمات العامة، وتزداد الفجوات الاجتماعية، ويتفاقم شعور الانحدار، وتسارع الرغبات في التجديد الديمقراطي في الانزلاق الواحدة تلو الأخرى، وقد جاءت جائحة كوفيد-19 لتعزز من عدم ثقة بلد يقضي الآن المزيد من الوقت في البحث عن كبش فداء بدلا من العمل معا، مضيفة أن حالة الاستياء لا تشكل برنامجا، تماما كما أن الغضب لا يرسم مشروعا، وأنه بدون هيئات وسيطة، وبدون تمثيل حقيقي – وهذا هو جوهر الديمقراطية – هناك خطر كبير من خلق المزيد من الإحباط، الذي يمكن أن يتحول إلى عنف.
الأكثر إحباطا، حسب الصحيفة، هو أن كل ذلك ناتج عن الحالة الكارثية للمالية العامة، بينما كانت الأصوات تحذر منذ وقت طويل، وهو غرق مؤكد نتيجة سياسات متواضعة فضلت قضايا قصيرة الأمد، وكذلك ناخبين فضلوا البقاء في حالة نكران، بدافع أيديولوجي، أو خوف، أو مصالح فئوية. ناهيك عن أولئك الذين زادوا من الاستقطاب، مما حال دون الرؤية والاستماع والقبول بإعادة النظر في أنفسهم.
وتساءلت الصحيفة: هل نقوم بإعادة التشكيل؟ نفس الأسباب ستنتج نفس النتائج. هل يجب أن نحل البرلمان مرة أخرى؟ باستثناء أن النظام السياسي متعطل، والتقسيم الثلاثي الحالي يعطل كل شيء، ومن دون جهود للتفاوض، فإن الكتل لا تنتج سوى الانسداد، وتعزز هذا الانطباع بأننا ندور في حلقة مفرغة، ولهذا تتجه الأنظار نحو إيمانويل ماكرون، الذي لن يستطيع تجنب وضع هو بالأساس مسؤوليته.