محكمة بريطانية تنظر اليوم في قضية إحراق المصحف

29 مايو 2025

تجري اليوم في محكمة ويستمنستر Westminster magistrates بالعاصمة البريطانية لندن محاكمة المواطن حميد كوشكون Hamit Coskun، المتهم بإحراق نسخة من المصحف الشريف أمام القنصلية التركية، في واقعة أثارت جدلا حول حدود حرية التعبير ومكانة الرموز الدينية في النظام القانوني البريطاني.

ويواجه كوشكون، البالغ من العمر خمسين عاما، تهما تتعلق بالسلوك المخل بالنظام العام بدافع ديني، بعد أن التقطته الكاميرات وهو يرفع المصحف المحترق مرددا عبارات مسيئة للإسلام، من قبيل “الإسلام دين إرهاب” و”القرآن يحترق”، وفق ما أوردته وثائق المحكمة.

ويدفع فريق الدفاع بأن هذه الملاحقة تشكل سابقة خطيرة، لأنها تعيد عمليا العمل بقوانين ازدراء الأديان التي ألغيت قبل سنوات، معتبرين أن ما قام به المتهم يدخل ضمن نطاق حرية التعبير، لا سيما وأن احتجاجه كان ذا طابع سياسي موجه ضد سياسات الحكومة التركية، لا ضد المسلمين كجماعة دينية.

وتصر النيابة العامة على أن القضية لا تتعلق بمضمون التعبير بل بالفعل المادي الذي وقع في مكان عام وأدى إلى تهديد النظام العام، مشيرة إلى أن اختيار كوشكون لموقع القنصلية وتوقيته لم يكن اعتباطيا، وأن ما أقدم عليه تجاوز حدود الاحتجاج السلمي.

وأفاد المتهم، الذي يعرف نفسه كملحد من أصول كردية وأرمنية، بأنه مارس حقه المشروع في الاحتجاج، دون نية التحريض على الكراهية، مؤكدا أن رموز الأديان لا ينبغي أن تمنح حماية خاصة تعلو على مبدأ حرية الرأي في دولة ديمقراطية.

ومن المنتظر أن تستكمل المحكمة النظر في الملف خلال جلسة بعد ظهر اليوم، على أن يصدر الحكم في تاريخ لاحق، في قضية تعد اختبارا قانونيا حساسا لعلاقة الدولة البريطانية المعاصرة بحرية التعبير والمقدسات الدينية.

“الإسلام الإخواني”: النهاية الكبرى

يفتح القرار التنفيذي الذي أصدره أخيرا الرئيس الأميركي “دونالد ترامب”، والقاضي ببدء مسار تصنيف فروع من جماعة “الإخوان المسلمين” كمنظمات إرهابية، نافذة واسعة على مرحلة تاريخية جديدة يتجاوز أثرها حدود الجغرافيا الأميركية نحو الخريطة الفكرية والسياسية للعالم الإسلامي بأكمله. وحين تصبح إحدى أقدم الحركات الإسلامية الحديثة موضع مراجعة قانونية وأمنية بهذا المستوى من الجدية، فإن […]

استطلاع رأي

هل أعجبك التصميم الجديد للموقع ؟

Loading...