30 أبريل 2025 / 19:47

مؤتمر دولي: الماتريدية ركيزة فكرية لمواجهة خوارج العصر والتطرف الفكري

نظمت جمهورية أوزبكستان، يومي 29 و30 أبريل بمدينة سمرقند، المؤتمر الدولي “الماتريدية: عقيدة التسامح والاعتدال والتنوير”، بمشاركة نخبة من العلماء والقيادات الدينية من مختلف الدول الإسلامية، وبحضور رسمي رفيع المستوى.

وشهد المؤتمر حضور المستشار محمد عبد السلام، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، والدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية المصرية ووزير الأوقاف، إلى جانب عدد من كبار الشخصيات الدينية والفكرية.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد المستشار عبد السلام أن مدرسة أهل السنة والجماعة، التي تضم الأشاعرة والماتريدية والمذاهب الفقهية الأربعة وأئمة التصوف، تمثل الإطار العقائدي الجامع للأمة، القائم على الاعتدال والانفتاح، والضامن في مواجهة خطابات التكفير والغلو.

وأبرز أن هذا التيار لا يكفر أحدا من أهل القبلة، بل يرسخ قيم التعايش داخل الأمة ومع المجتمعات الإنسانية.

ونوه الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين بأهمية تراث الإمام الماتريدي في تأسيس خطاب ديني عقلاني متوازن، داعيا إلى قراءته من جديد في ضوء التحديات الفكرية المعاصرة.

ومن جانبه، عبر الدكتور أسامة الأزهري عن شكره للقيادة الأوزبكية على حسن التنظيم وكرم الاستقبال، معتبرا أن المدرسة الماتريدية تمثل ركيزة فكرية في مواجهة خوارج العصر، مشددا على ضرورة إطلاق حركة علمية لتدريس علم الكلام وعلوم العقل الإسلامي، بما يحصن المجتمعات من التطرف ويعزز الأمن الفكري.

وأكد الأزهري أن الجمع بين المنقول والمعقول في منهج أهل السنة ينتج معرفة دقيقة تغذي الاجتهاد في مجالات العلوم والفنون، وتسهم في بناء عقل إسلامي متوازن قادر على التعامل مع تحديات العصر.

ويهدف المؤتمر، الذي جمع علماء وباحثين من العالم الإسلامي، إلى إحياء التراث الماتريدي بوصفه نموذجا للتدين القائم على التسامح والوسطية، وتعزيز حضوره في جهود تجديد الخطاب الديني وتعميق ثقافة التعدد والعيش المشترك.