11 سبتمبر 2025 / 09:34

“لوموند”: سقوط الحكومة الفرنسية يهدد أسس الجمهورية الخامسة

إعداد: رشيد المباركي

أشارت افتتاحية صحيفة “لوموند” أن سقوط الحكومة الفرنسية التي كان يقودها فرنسوا بايرو، بعد رفض الجمعية الوطنية لها، يشكل حدثا غير مسبوق في تاريخ الجمهورية الخامسة. فللمرة الأولى يُطاح برئيس وزراء عبر تصويت بحجب الثقة، وهو ما يحمل تداعيات ثقيلة على السلطة التنفيذية والاستقرار المؤسسي، بل، تضيف الصحيفة، يجد رئيس الجمهورية نفسه أمام مأزق حقيقي. فغياب أغلبية برلمانية واضحة يعرقل تنفيذ المشاريع العامة ويزيد من الاحتقان الاجتماعي. لقد برز بوضوح التباين بين طموحات الرئيس على الساحة الدولية وبين ضعف إمكانياته الداخلية في فرض سياساته، وهو تناقض ينذر بمخاطر جسيمة.

في ظل هذا الفراغ، يزداد خطر صعود اليمين المتطرف. تسعى مارين لوبان وحزبها لاستغلال هذه اللحظة لإجبار الرئيس على حل الجمعية الوطنية، مقتنعين بأن انتخابات جديدة قد تمهد الطريق لوصولهم إلى السلطة، والنتيجة، أن ظل اليمين المتطرف أصبح حاضرا بقوة في قلب المؤسسات.

لتفادي الانزلاق نحو أزمة أعمق أو انتخابات مبكرة محفوفة بالمخاطر، توقفت الصحيفة عند فكرة تشكيل تحالف واسع يضم تيار ماكرون والاشتراكيين وبعض الجمهوريين، معتبرة أنه وحدها هذه الصيغة، رغم هشاشتها، يمكن أن توقف زحف حزب التجمع الوطني وتغلق أمامه أبواب الحكم، لولا أن عامل الوقت ضاغط، ومسؤولية الرئيس باتت ثقيلة ومباشرة.

إن سقوط حكومة بايرو حسب “لوموند”، لم يكن مجرد أزمة عابرة، بل إنذار صارخ يهدد أسس الجمهورية الخامسة. واليوم، يقف إيمانويل ماكرون أمام خيار مصيري: إما أن يستعيد زمام المبادرة عبر سياسة شجاعة وتوافقية، وإما أن يترك الساحة مفتوحة لخصومه الذين يتربصون بالسلطة.