موقف شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب من كلام رئيس جامعة القاهرة حول تجديد الخطاب الديني لقي انتشارا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي في العالم العربي من خلال شريط الفيديو القصير الذي يرد فيه الطيب أمام مئات الحاضرين.
هذا الانتشار يدل على أن الشارع العربي لا يؤمن بخطاب التجديد الديني، بل الأخطر من ذلك أنه يضع نوعا من التماهي بينه وبين السلطة، ويعتبر أن المفهوم الشائع للتجديد ليس حاجة يريدها الدين بل حاجة تريدها السلطة.
شيخ الأزهر لم يكن في الواقع يرد على رئيس جامعة القاهرة الدكتور محمد الخشت بل استعمله للرد على الدولة. الصدام الذي حصل بين الطيب والسيسي حول تجديد الخطاب الديني معروف، وقد حصل في مؤتمر عام مثل رد الفعل هذا.
ولكن موقف رئيس جامعة القاهرة لم يكن جديدا لأنه لا يمكنك أن تكون في منصب في مصر اليوم ولديك موقف مستقل عن السلطة.
معنى هذا كله – هذا وغير هذا – أن التجديد الديني لا يتم تحت الضغط بل في جو الحرية الفكرية، لكن الحرية الفكرية مستحيلة اليوم دون تغيير محتوى المؤسسات وجعل قيمة الكفاءة والوطنية معايير للتوظيف والتعيين لا الرشوة واللوائح الخاصة.
هناك نفاق واسع يطبع شعار تجديد الخطاب الديني، ولا أفهم كيف أننا نريد تجديدا يتسامح مع من سرق فلسطين ومن ذبح العرب، ولا يتسامح مع مسلم عنده رأي مخالف
الدكتور ادريس الكنبوري
المصدر : https://dinpresse.net/?p=6718