دبن بريس
تشهد القضية الفلسطينية زخما دبلوماسيا متصاعدا مع اقتراب موعد القمة التي ستترأسها فرنسا والسعودية غدا الاثنين في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وسط توقعات بإعلان عدد من الدول الغربية اعترافها الرسمي بدولة فلسطين.
وأجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سلسلة اتصالات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بحث خلالها التحضيرات الجارية للقمة المرتقبة.
وناقش ماكرون مع ولي العهد السعودي نتائج المؤتمر الدولي الرفيع المستوى الذي انعقد أخيرا حول تسوية القضية الفلسطينية، مؤكدين أهمية التصويت الكاسح في الجمعية العامة لصالح “إعلان نيويورك” باعتباره مؤشرا على إجماع دولي متزايد حول حل الدولتين وضرورة إنهاء الحرب في غزة.
وفي السياق ذاته، ثمّن السيسي خلال اتصال هاتفي مع ماكرون إعلان فرنسا نيتها الاعتراف بدولة فلسطين، واعتبر الخطوة مساهمة إيجابية نحو تحقيق السلام العادل والشامل، داعيا باقي الدول التي لم تعترف بعدُ بفلسطين إلى اتخاذ مبادرات مماثلة دعما للمسار الدولي لإنهاء الصراع وإرساء الاستقرار.
على خط مواز، أفادت وسائل إعلام بريطانية أن حكومة لندن تعتزم الإعلان رسميا عن اعترافها بدولة فلسطين، في تحول كبير في السياسة الخارجية البريطانية.
ويأتي القرار المتوقع قبيل افتتاح اجتماعات الجمعية العامة، بعد أن كان رئيس الوزراء كير ستارمر قد تعهد في يوليو الماضي بالإقدام على هذه الخطوة ما لم تُقدم إسرائيل على خطوات ملموسة لوقف إطلاق النار مع حركة حماس.
ويعتبر ستارمر أن الاعتراف البريطاني سيمنح دفعة قوية لمسار السلام القائم على حل الدولتين، في حين هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هذا الموقف، معتبرا أنه يمثل “مكافأة للإرهاب”.
وتستعد ما لا يقل عن عشر دول أخرى، بينها فرنسا ومالطا ولوكسمبورغ وأستراليا وأرمينيا، للإعلان عن اعترافها بفلسطين، ما يعكس تنامي الدعم الدولي للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وتشير الإحصائيات الأممية إلى أن 149 دولة من أصل 193 عضوا في الأمم المتحدة سبق أن اعترفت بدولة فلسطين التي أعلنها الرئيس الراحل ياسر عرفات عام 1988 بالجزائر.
بهذا التطور تبدو القمة المقبلة في نيويورك محطة فارقة قد تكرس تحولا في المواقف الغربية تجاه القضية الفلسطينية، وتفتح الباب أمام موجة اعترافات جديدة من شأنها إعادة إحياء المسار السياسي نحو حل الدولتين.