30 سبتمبر 2025 / 09:58

قادة مسيحيون يطالبون بإعادة الاعتبار للقيم الروحية والأسرية

دين بريس ـ سعيد الزياني
صدر أخيرا إعلان وستمنستر 2025 (The 2025 Westminster Declaration)، الذي وقعه عدد من القادة المسيحيين من مختلف الكنائس، موجها دعوة إلى الحكومة البريطانية ودوائر القرار السياسي والأكاديمي، من أجل احترام حرية المعتقد والضمير، وصون الكرامة الإنسانية، وإعادة الاعتبار للقيم الروحية والأخلاقية في تدبير الشأن العام.

واعتبر الإعلان، الذي يأتي بعد خمسة عشر عاما على إعلان مماثل سنة 2010، أن اختيارات تشريعية ومؤسساتية في قضايا تمس الحياة الإنسانية والأسرة والتعليم والرعاية الصحية والتكنولوجيات الحديثة، أفضت إلى نتائج خطيرة على تماسك المجتمع البريطاني، وأدت إلى إضعاف الروابط العائلية وتآكل الرؤية الجامعة لمستقبل البلاد.

وأكد الموقعون أن الديمقراطية البريطانية تأسست على قناعات مسيحية راسخة حول المساواة والكرامة الإنسانية، وأن حماية هذه القيم تمر عبر ضمان حرية التعبير والاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية في الفضاءين العام والخاص.

كما شددوا على أن حرية الضمير يجب أن تظل مبدأً معتمدا، خصوصا في القضايا المرتبطة بالإجهاض أو المساعدة على الانتحار، داعين إلى حماية العاملين في المؤسسات الطبية والإدارية من أي إلزام يتعارض مع قناعاتهم.

كما دعا الإعلان إلى تعزيز دور الأسرة والزواج في استقرار المجتمع، محذرا من مخاطر تفشي ظواهر التفكك الأسري، ومؤكدا على أهمية سياسات عمومية تشجع على التماسك العائلي.

وفي مجال التعليم، طالب باحترام حق الآباء في توجيه تعليم أبنائهم، مع رفض تحويل المدارس إلى فضاءات لفرض أيديولوجيات مثيرة للجدل حول قضايا الأسرة والجنس.

ولم يغفل الإعلان قضية الذكاء الاصطناعي، معتبرا أنه ابتكار يفرض رقابة أخلاقية ومتابعة دقيقة، لضمان عدم تحوله إلى أداة تمس حياة الأفراد وكرامتهم، داعيا إلى إنشاء هيئة متعددة الاختصاصات تضطلع بمهمة تقييم أخلاقيات الابتكار التكنولوجي.

وختم الموقعون بالتأكيد على أن إعلان وستمنستر يشكل نداء لإعادة الاعتبار إلى التراث الروحي للمملكة المتحدة، ودعوة إلى استعادة الحكمة التاريخية التي ساهمت في بناء هوية البلاد عبر قرون، حفاظا على وحدة المجتمع واستقراره.